ريف دمشق، سوريا، 11 ديسمبر، (لمى شماس، أخبار الآن) –
رغم مرور غادة عدة مرات على حاجز صحنايا الفاصل بين السومرية وجديدة عرطوز في ريف دمشق، إلا أنها لم تتوقع أن تحمي هي وأختها العساكر من رصاص الاشتباك الذي اندلع فجأة، بعد أن جعلوا منهما دروعاً بشرية.
وتحكي غادة أنها طالما كانت تعاني من سوء معاملة عساكر حاجز صحنايا المشهورين في المنطقة، بأنهم اعتدوا عدة مرات على سيارات مدنية، وبأنهم أقدموا على قتل شابين وسرقة سياراتهما، إلا أن مرور غادة على الحاجز كان شراً لا مفر منه في كل صباح، لأنها كانت مضطرة للذهاب إلى مكان عملها في المزة.
وتتابع غادة: “فجأة سحبني أحد الجنود من السيارة، واحتمى ورائي، كما فعل ذات الشيء جندي آخر بأختي”، وتضيف: “عند ذلك توقف الرصاص من الجهة المعاكسة، وبقي جنود الحاجز يطلقون الرصاص”، وبحسب غادة أرجعها الجنود واختها إلى السيارة وأمروهما بالتحرك، وكأن أمراً لم يكن، وبعد ذلك تركت غادة العمل، فهي لاتريد الموت عوضاً عن عساكر النظام.
للمدنيين فوائدهم
ومن جهته يؤكد الناشط أويس أن عناصر حاجز صحنايا، اعتادوا على الركوب في سيارات المدنيين، عند توقع حدوث أي اشتباك، لأنهم يعلمون جيداً أن الجيش الحر سينسحب من المكان حرصاً على حياة المدنيين، ويتابع الناشط: “تحولت أجساد المدنيين إلى متارس تحمي عناصر الحواجز من رصاص الجيش الحر”.
كما يؤكد الناشط أن عناصر من حاجز الأربعين على طريق المعضمية – داريا احتموا الأسبوع الماضي بسيدتين حتى تمكنوا من الوصول إلى منطقة آمنة ومغادرة المكان، وأنهم بعد ذلك احتجزوا السيدتين في فرع المخابرات الجوية بمطار المزة العسكري لعدة أسابيع.
رفاهية الموت بالألوان
الموت بالألوان كما يصفها العم أبو عمر، هي رفاهية يتمتع بها فقط سكان الشام، ويقول أبو عمر: “صار للموت في دمشق ألوان مختلفة عن الموت في بقية المحافظات، إذ أن موت الذي يترصد الدمشقيين يتلّون حسب المكان الذي يقطنونه”، ويشرح قائلاً: “سكان العباسيين والقصاع والشام القديمة ومراكز العاصمة، معرضون للموت إما بتفجير أو بقذيفة هاون تائهة، وسكان الريف يقضون تحت وطأة الحصار”، أما سكان المناطق الفاصلة بين الغوطة والشام فهم، وفق أبو عمر، عرضةً للموت فداءاً لعناصر الحواجز كما حصل مع غادة وأختها.