دمشق، سوريا، 17 ديسمبر ، براء البوشي ، أخبار الآن –
منذ اشهر والنظام يحاصر المناطق الجنوبية للعاصمة السورية دمشق، مانعًا دخول المواد الغذائية والأساسية إلى أهالي الاحياء المحاصرة. هذا الحصار فرض على سكان تلك الأحياء البحث عن بدائل للبقاء على قيد الحياة، فشرعوا بزراعة الاراضي لكي يقتاتوا على منتوجاتها وما تيسر لهم من المواد الغذائية الأخرى.
زاد أيضًا من صعوبة الحصار على الأهالي قسوة الطقس، الذي جلب معه الثلوج فوضعهم أمام معاناة البحث عن وسائل تدفئة تقيهم خطر البرد القارس. مراسلنا في جنوب دمشق يرصد لنا وضع الأهالي في التقرير التالي
لمْ تمنعِ العاصفةُ ” أليكسا ” المدنيينَ المحاصرينَ في جنوبِ دمشقَ من الخروج ِ بحثاً عمّا يسدُّ الرمقْ، وتحلٌ العاصفةُ الثلجيةُ كضيفٍ ثقيلٍ على المناطقِ المحاصرةِ التي نَفَذَتْ فيها كلُّ الموادِ الغذائيةِ والمحروقاتِ التي تعينُ الناسَ على مقاومةِ الظروف الصعبة في ظل العاصفة الثلجية.
لذا اضطرَ الناسُ للاعتمادِ على ما تُنبتهُ الأرضُ من حشائشَ لتوفيرِ الغذاءْ، وما تحتويهِ البساتينُ من الأشجارِ لتوفير الحطبْ. بضعُ عائلاتٍ صغيرةٍ تنزحُ بحثاً عن بيتٍ آمنٍ ودافىءْ، وشبابٌ يتحلَّقونَ حولَ مدفئةٍ صغيرةٍ من الحطبْ، وأطفالٌ يَلْهُونَ في الشوارع ِالباردة، فالمشهدُ العامُ في مناطقِ الحصارِ لا يُبدّلهُ ثلجٌ أبيضٌ ولا حصارٌ أسودٌ ما دامَ الإتكالُ على الله وحدهُ حسبَما يقولُ أحدُ أصحابِ المحالِ التجاريّة.
يوجزُ مشهدُ صنعِ خبزِ العدسِ على مدفأةِ حطبٍ في شارعِ مخيمِ اليرموكِ الرئيسيّ في ظلِ تساقطِ الثلوجِ قضيةَ الحصارِ والصمودْ، فالناسُ يبدو أنّها تأقلمتْ مع الجوع ِوالبردِ والمرضْ، وغضبُ الطبيعةِ وهذا المُناخُ الإستثنائيّ لم يَزدْ منْ موتِهم اليوميّ موتا جديداً بل أنضجّ إيماناً بالصمودِ أكثر حيُن أعلنوا أن “حاصر حصارك بالجنونْ”.