دير الزور، سوريا، 21 ديسمبر 2013، (عبد العزيز الشيخ، أخبار الآن) –

يعود أطفال دير الزور إلى مدارسهم التي أعيد افتتاح البعض منها بعض تعطل دام لثلاثة أعوام تقريبا ، تعرضت خلالها معظم المدارس في المحافظة إلى القصف الممنهج من قبل قوات النظام ، لكن مجموعة من الناشطين وجدوا بدائل للتعلم .. نتعرف عليها في تقرير مراسلنا عبد العزيز الشيخ .. نتابع .

هجر الأطفال المدارس في مدينة دير الزور ، بعد أن دمرت قوات النظام معظمها ، لكن مجموعة من الشباب الناشط قرروا إيجاد بدائل للتعلم تداركا للمشكلة ، وخوفا من تفشي الجهل بين أبناء الجيل الجديد .

مقابلة مع أبو سليمان – أحد القائمين على المدرسة يقول : “كان الهدف من انشاء المدرسة هو استمرار الحياة في المناطق المحررة والثائرة ، حاول النظام أكثر من مرة لايقاف هذه الحياة ، ولكننا قمنا وبإصرار وإلحاح على استمرارية هذه الحياة ، فكان الجانب الأبرز في عملنا هو التعليم”.

بإمكانيات مادية ضعيفة ومن دون دعم ، بدأت مدرسة الشهيدة غفران المداد استقبال الأطفال ، ولكن هذه المدرسة غير مكسية وليس فيها كهرباء وتفتقد إلى أبسط التقنيات الضرورية لضمان سير أي عمل تعليمي ، فهذه الحجارة المتراصة احتضنت ما لا يقل عن ثلاثمئة طفل وجدوا فيها ما يعوضهم عن خسارة مدارسهم التي قصفتها قوات النظام .

يقول محمد أحد المعلمين : “نحن ندرس في المدرسة من الحضانة الى الصف العاشر ، المواد التي يتم تدريسها في المدرسة هي المواد الاساسية مثل العلوم ، الرياضايات ، لغة انكليزي ، العربي ، الفيزياء والكيمياء ، الديانة ، أغلب هؤلاء الاساتذة هم اختصاصيين خاصة من الصف السابع الى التاسع ، أما المراحل الأقل يوجد منهم اساتذة اختصاصيين ، ويوجد طلاب متطوعين للتدريس”.

يمضي هؤلاء الاساتذة بإمكانيات بسيطة ومناهج يصعب الحصول عليها ، فهم يعرضون حياتهم للخطر ، للحصول على مناهج ليتم تدريسها للطلاب .

مقابلة مع سارة وهي استاذة المكتبة ، متحدثة عن المناهج الدراسية :”بالنسبة للمواد ، نحن نلاقي صعوبة كبيرة من أجل أن نحصل عليها ، بعض من الاساتذة يهدفون الى اكمال تدريس الطلاب ، يذهبون الى المدارس المدمرة لكي يخرجوا منها بعض الكتب ، نحن الآن بحاجة لمواد ويوجد لدينا نقص ، لكننا نستعين بكتب أخرى لكي لا يصل الطالب الى مرحلة الجهل”.

كذلك هو حال الأطفال الصغار في تلك الحضانة الصغيرة  المخصصة لاستقبال من هم دون الخامسة من العمر ، يمارسون فيها الرسم ويلعبون ، لم يكن من السهل على أطفال دير الزور أن ينسوا مدارسهم المدمرة بفعل الآلة الشرسة التي طالت أحلامهم و طموحاتهم ، فهذا الطفل قد فقد مدرسته كحال معظم أطفال المدينة ، لكنه عاد ليبني أحلامه من جديد في هذه المدرسة الفقيرة .

مقابلة مع علاء – طفل من طلاب المدرسة : “قامت حركة نشطاء بافتتاح مدرسة لكي نتعلم ، لان المدرسة السابقة انقصفت ، ولو أن المدرسة ليست بقريبة من منزلنا ، لما استطعت الذهاب إليها ، بسبب القصف والدمار الذي يستهدف المدينة”.

كل هذه التفاصيل البسيطة والمتواضعة التي احتضنها بناء خالٍ من كل شيء كانت قادرة على بعث الامل من جديد رغم الالم والحصار .