دمشق، سوريا 21 ديسمبر، (محمّد صلاح الدين، خاص أخبار الآن)
أخذني الحديث الذي دار بيني وبين عميدٍ في جهاز الاستخبارات السوريّة إلى تقرير الأمم المتحدة الذي اكد استخدام السلاح الكيماوي في سوريا، وعلاقة التقرير بمؤتمر جنيف 2 المزمع عقده أواخر يناير المقبل.
يقول العميد المقرّب من رأس نظام الأسد في تصريحاتٍ خاصة لأخبار الآن: “إنّ طبيعة التقرير تنسجم مع السياسة الدولية التي اتّفق عليها الجميع وهي أخذ الأمور إلى مسار سياسيّ يضع حدّاً للحرب الدائرة في سوريا بما يضمن مصالح الجميع، وبحسب المصدر فإنّ اتصالين منفصلين جريا في السابع من الشهر الجاري بين وزير الخارجيّة السوري وليد المعلم والمبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي من جهة وبين المعلم والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون من جهة أخرى، وأخبرهما بضرورة أن لا يحمّل التقرير الأممي النظام وحده مسؤولية الهجمات أو أن يبقى الاتهام مبهماً وإلّا فلن تكون الأمور ميسّرة في جنيف 2، وهو ما تمّ بالفعل استناداً لنتائج التقرير النهائي لمهمة بعثة المفتشين الدوليين الذين جاؤوا إلى سوريا للتحقيق باستخدام الكيماوي من عدمه.
وأضاف المصدر بعد أن طلبت منه كلاماً أكثر وضوحاً عن ارتباط تقرير المفتشين بمؤتمر جنيف 2: “لم يحدّد التقرير مسؤولية الهجمات الخمسة التي تأكّد فيها استخدام الكيماوي (بناءً على طلب النّظام) علماً أنّ المعارضة استخدمته في خان العسل والنظام استخدمه في الهجوم على الغوطة ومناطق أخرى، انظر مثلاً إلى ذكر “أشرفية صحنايا” في التقرير والإشارة إلى وقوع جنود ومدنيين ضحايا لهجوم كيميائي فيها، وهي المنطقة الهادئة التي لم تشهد أيّ حراك ثوري أو نزاع مسلّح وتخضع إلى الآن لسيطرة النظام، هذا المثال يؤكّد أنّ المجتمع الدولي يريد أن يقول للمعارضة (عبر تقرير الأمم المتحدة) اذهبوا إلى جنيف 2 للتفاوض فأنتم مدانون كما النظام بتنفيذ هجماتٍ كيمائية على مناطق مدنيّة وعلى المعارضة أن تعلم أن النظام لن يسمح لها بأن تكسب كلّ شيء ويخرج خالي الوفاض”، مضيفا: “لا بدّ لها أن تقدم تنازلات كثيرة كي نصل إلى تسوية سياسية توقف شلّال الدم المتدفق”. وأنهى رجل استخبارات النظام حديثه معي بنبرة حادّة معتبراً إيّاي (من المعارضة) بعبارة: “العالم مارح يترككم لحالكم وبالأخير بدكم تنصاعوا للي بدنا ياه لأنو هو اللي رح يمشي”.