الجزائر, الجزائر, 23 ديسمبر 2013, وكالات –

تسببت الاضطرابات الأمنية في منطقة الساحل في الحد من توافد السائحين إلى صحراء
الجزائر, وخاصة منطقة تمنراست التي تمثل تجربة رائعة للسائحين
 
ولم يزر منطقة تمنراست هذ العام سوى أقل من ستمئة سائح لقضاء عطلة الشتاء وهو ما يمثل انخفاضا يقدر بنحو ستين في المئة عن عدد السائحين الذين زاروها في عام الفين وأحد عشر. بحسب مسؤولين.
وعلى الرغم من التعزيزات الأمنية التي أجرتها الحكومة الجزائرية في المنطقة , لكن الكثير من السائحين لا يزالون يخشون المجيء لزيارتها.

وتمثل زيارة منطقة تمنراست التي تحيط بها الكثبان الرملية في صحراء الجزائر تجربة رائعة للسائحين. فالكثبان الرملية بالصحراء تمتد في الأفق حيث يتسنى للزوار ركوب الجمال مع مرشدين من الطوارق الذين يقطنون الصحراء في الجزائر ومالي والنيجر.

لكن عدم الاستقرار في منطقة الساحل يؤثر سلبيا على اقتصاد الجزائر حيث تقع أكبر معاناة على كاهل قطاع السياحة.

وقال مرشد سياحي يدعى لجوان محمد “انه الوضع الأمني. لقد تراجعت السياحة بسبب الارهاب وكل هذه المشاكل. ولكن حتى اذا لم يأتينا الأجانب نحن نأمل أن يأتي أصحاب الشمال لزيارة الجنوب وأن يذهب أصحاب الجنوب لزيارة الشمال لنتبادل التقاليد.”

وقال مرشد سياحي آخر يدعى صالح “انه لمشكل كبير لأن السياحة توقفت بسبب المشاكل التي جرت في ليبيا ومالي والتي أثرت سلبيا علينا. الناس خائفون من الوضع الأمني ولكن الوضع الأمني جيد هنا. ونحن لانأخد السياح الى اماكن خطرة وقد عززت الدولة الأمن لتفادي أي خطر محتمل.”

وتسعى وزارة السياحة منذ عام 2005 للترويج لسياحة الصحراء والاعتماد عليها كمصدر رئيسي للاقتصاد الوطني لاسيما من أجل التنمية الاقليمية في الجنوب.

ولا يتعلق تعطيل تلك الاستراتيجية بمخاوف أمنية. فهناك مشكلات أخرى تمنع السائحين الأجانب من زيارة منطقة الصحراء في جنوب الجزائر.

وقال مسؤول اسباني في شركة شارل دي فوكو يدعى فنتورا “… لكن بالنسبة للمنطقة الأمر مؤسف هنا. الطوارق يعتمدون في معيشتهم على عائدات السياحة بشكل أساسي وهم الآن بلا عمل ونشعر بالأسف لأننا نرى المنطقة تتدهور.”

وتبقى اسكرام التي تقع على بعد 80 كيلومترا شمالي بلدة تمنراست مفتوحة. فالسائحون الذين يسعون لقضاء ليلة رأس السنة في مكان مفتوح بعد ان يشاهدوا غروب شمس آخر أيام العام الجاري ثم شروق الشمس في أول أيام العام الجديد يترددون على تلك المنطقة بالصحراء.

ويؤكد السائحون القليلون الذين زاروا تمنراست ان الوضع آمن وانه ليس هناك ما يثير القلق.
وقالت سائحة مكسيكية تدعى نوريا لتلفزيون رويترز “أشعر بكامل حريتي..أعني ما أقول لأني أعرف ان كل شيء آمن تماما. الأمر رائع..رائع. لا أعتقد انكم تعلمون ذلك.”

وقالت سائحة بلجيكية تدعى الفويسا “بوسعي أن أقول للآخرين انني لا أرى أي خطر هنا. فوجئنا جميعا بأن الحكمة الجزائرية تبذل على صعيد الأمن كل ما يمكننا القيام به. لا يمكننا القيام بأفضل من ذلك ولا أستشعر أي خطر. حقا أشعر بأني آمنة هنا.”

وعلى الرغم من ذلك يزيد عدد السائحين الجزائريين في المنطقة.
وقال فنتورا “لم نعد نرى الكثير من السياح الأجانب بسبب ما يجري في ليبيا ومالي لكن عدد السياح الجزائريين في تزايد. نحن نحب ذلك لأننا اعتدنا فيما مضى على رؤية أجانب كثيرين وقليل من الجزائريين والعكس يحدث الآن.”

وتقول احصاءات وزارة السياحة الجزائرية ان 2634056 سائحا أجنبيا من مختلف الجنسيات زاروا البلاد لاسيما المناطق الجنوبية في عام 2012 بزيادة 10 في المئة عن عددهم في عام 2011. لكن عددهم هذا العام انخفض بشكل كبير.   

مرشد سياحي يدعى لجوان محمد
مرشد سياحي آخر يدعى صالح