الرقة، سوريا، 27 ديسمبر، (سعاد نوفل، خاص أخبار الآن)
انتشرت في المناطق الخارجة عن سلطة النظام السوري ظاهرة الخطف من قبل الجماعات المتشددة لتستهدفت الناشطين الاوائل في الثورة من اعلاميين واطباء وغيرهم كثير .. في محافظة الرقة التي تسيطر عليها داعش وُثّقت كثير من عمليات الخطف والإعتقال بحق ناشطين ومدنيين أبرزها خطف الاب باولو والناشط الاغاثي فراس الحاج صالح وابراهيم الغازي والمصور زياد الحمصي الذي أُفرج عنه مؤخراً والطبيب الجراح اسماعيل الحامض الذي لا تُنكر الرقة أياديه البيضاء بإسعاف الجرحى عندما كان النظام فارضا سطوته.
شهادات معتقلين لدى داعش
(م) الشاب الجامعي يقول: “اعتقلني النظام ثلاث مرات متتالية بتهم التحريض على السلطة واضعاف الشعور القومي والخروج بمظاهرات واعتقالاتي الثلاث بكفة واعتقالي لدى داعش بكفة .. اتهمتني داعش بالعمالة للنظام وحقق معي مهاجر تونسي والآخر سعودي والكبل الرباعي يلوح أمام وجهي متوعدني بالإعدام والضرب على وجهي بيده الثقيلة .. ذل مابعده ذل .. لم تشفع لي اعتقالاتي لدى النظام”. ويتابع (م): “أساليب داعش بالتعذيب تفوق أساليب النظام خرجت من عندهم بمعجزة سماوية وأمروني بعدم القيام بأي نشاط يخدم الثورة أما الأمير أبو لقمان أشك بأنه أمير داعش الحقيقي باعتقادي الأمير الحقيقي هو مهاجر قد يكون الحارس الذي يقف على الباب هو الأمير وأبو لقمان هو واجهة فقط وضعوه ليروجوا أن أمير داعش من أبناء البلد وبالتالي يكون هو المسؤول عن كل التخريب الحاصل من قبل داعش، خرجت من البلد قبل شهرين” .. هنا غص الشاب بالكلمات من شدة القهر والظلم وخلص بالقول: “البلد ماعاد ينعاش فيها”.
تجربة مؤيد بالاعتقال يقول فيها: “تهم داعش الموجهة للمعتقلين بشكل عام هي العمالة للنظام وأبو العباس المحقق الرقاوي، واضح من تصرفاته بأنه مريض نفسياً ومهمته كيل التهم وتفريغ عُقده بالمعتقلين، وفي حال الرد على كلامه يلعب الكرباج على ظهرك”.
أما الشاب العسكري المنشق منذ أكثر من أربع شهور فالمحقق يقول له بالحرف الواحد: “لن نعدمك نحن سنعيدك إلى معلمك ليعرف أنك خائن وهو يعدمك مع الضحك بسخرية عليه”، مؤيد يصف المنفردة: “خزان حديدي بيحطو الواحد 8 ساعات فيه بس أغلقوه عالمعتقل مستحيل يقدر يتحرك جواتو”.
عندما سألنا مؤيد كيف خرجت من عندهم أجاب: “بسبب الضغط العشائري عليهم وهاي أنا صرت برات البلد متل مطاريد الجبل. أما (و) وهو ناشط آخر فيقول: “تهمتي التعامل مع المجلس الوثني على حد تسمية داعش (الوطني) والكتابة عليهم على النت”، مضيفا: “بقيت في سجن المنصورة بمدرسة ليوم ونصف والتحقيق معي وأنا معصوب العينين ومقيد .. ثم حولوني إلى سجن السد وهو كما قال السجناء الذين وجدتهم قبلي بأن سجن السد هو الميريديان بالنسبة لسجون داعش الأخرى ..لاحظو خدمة الميرديان الجلد كل يوم مساءً للسجناء وهم معصوبو العينين .. الطعام يرمى من فتحة التهوية بأعلى الباب ولمرة واحدة في اليوم والألفاظ هي (كلاب، مرتدين، عملاء)”، يقول (و): “هؤلاء هم من يدعون الإسلام والله العظيم لا يعرفون من الإسلام إلا اسمه”. ولدى سؤالنا عن نوعية المساجين لدى داعش قال (و): “معظمهم من الجيش الحر والناشطين في الثورة وتهمهم بشكل عام العمالة للنظام”.
هذا بالنسبة لشهادات بعض من معتقلي داعش اعتذروا عن ذكر أسمائهم خوفاً على أهاليهم في الداخل والأمر ليس مقتصراً على داعش فقط بالخطف والإعتقال فكل جماعة تُسيطر على منطقة تفرض سطوتها بعمليات الخطف والاعتقال للناشطين، فالحقوقية رزان زيتونة وسميرة الخليل وزملائهم في مركز التوثيق بدوما لا يزال مصيرهم مجهولا وهُنا نقول لصالح من تصب عمليات الخطف هذه.
وبالجهة المقابلة هُناك النظام الأشرس في عمليات الخطف والاعتقال ومنذ عشرات السنين .. وأُورد من أيام خبر وفاة الطبيب المعتقل عباس خان البريطانيي الجنسية والذي قضى تحت التعذيب في سجون النظام وجريمته انه كان يداوي المصابين المدنيين وقد حمّل المرصد السوري لحقوق الإنسان السلطات السورية مقتل عباس خان وكذلك الفنان الفلسطيني حسان حسان الذي عُذّب حتى الموت بسبب نقده لمماسات النظام .. هذا وقد أصدر مجلس حقوق الإنسان في آب من عام 2011 قرارا بإنشاء لجنة تحقيق مهمتها التحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في سورية لكنّ النظام لم يسمح لها بدخول سوريا.