دمشق، سوريا، 4 يناير، (جابر المر، أخبار الآن) –
عدا عن آلام المعيشة في دمشق كثرت الآلام الجسدية بسبب أمراض غريبة لم يعرفها السوريون قبلا من مواطنين وأطباء، الأمر الذي جعل الناس يخافون الاقتراب من بعضهم بسبب العدوى بمرض غير مفهوم نهائيا.
مناخ موبوء
يعاني حزام الريف الدمشقي منذ أكثر من سنتين من أهوال الحرب، وما ينتج عنها من موت وأمراض وتجمع هائل للنفايات بسبب توقف الخدمات الرئيسة في هذه المناطق، وما يجعل المناخ أكثر وباءً هو أن الكثير من الجثث بقيت في الشوارع حتى تحللت دون أن تدفن، ومع أن دمشق بدت بعيدة عن هذه الأهوال جميعها حيث تعيش حياتها الطبيعية، إلا أن الهواء القادم من ريفها لا يمكن أن يحجزه عنها شيء، فباتت أوبئة الريف تعيث مرضا في المدينة.
هجرة الأطباء، وصعوبة حل المشاكل من جذورها
على كل ما يحياه الريف الدمشقي من أهوال، يبقى أحد أهم عناصر انتشار الأمراض هو هجرة الأطباء ونزوحهم من مناطق الحرب بسبب استهدافهم المباشر من النظام، فقلة الأطباء ساهمت في ازدياد هذه الأمراض التي لم يعبأ المواطنون بها في البداية حيث أن المشافي الميدانية عجت بإصابات الحرب المباشرة، كما تعتبر طريقة النظام في التعاطي مع الريف من الناحية الصحية أحد أهم أسباب انتشار هذه الأمراض الغريبة، فرفضه إدخال المعونات الطبية واللقاحات اللازمة للمناطق المحررة أدى إلى تفشي الأوبئة، فالموضوع الذي لم يخطر بباله هو أن الهواء سيحمل المرض إلى دمشق، ولن يصلح معه علاج فيها.
بعض التشخيصات، ورأي الأطباء
يشرح محمد عامل الحلويات حالته كالتالي: ” بكون قاعد ما فيني شي بحس بلحظة إنو لازم قوم إستفرغ، ولما بستفرغ بيغمى عليي فجأة وما بعود بعرف شو صار لحتى فيق، ما خليت دكتور وشي بيقلي صرع، وشي بيقلي مشاكل عصبية، وبعدني عايش عالمسكنات، وما بظن حدا فهمان على حالتي”. أما سلوى: ” أنا بيصيبني وجع راس نصفي، وبيصير وجهي يوجعني وجع مو معقول وما بيروح بأي طريقة والدكاترة عم تتحزر تحزير بوضعي”. أما فداء فتتحدث عن آلام رهيبة بالمعدة تمنعها من تناول أي نوع من الأطعمة، دون أن تفقد الشهية، وأيضا تعاني من عدم فهم الأطباء لحالتها واعتمادهم على المسكنات في علاجها. أما الدكتور (ن، ص) فيعترف: ” تأتي إلينا العديد من الحالات للعيادة، لم نكن في السابق قد تعاملنا مع أمراضها، هذه الحلات في الغالب هي بدايات لأمراض جديدة ناجمة عن انتشار فيروسات نتيجة ما يجري في الريف من شتى أنواع التلوث الوبائي، والخطير في معظم هذه الحالات أنها معدية وبحاجة لقاحات سريعة، ونحن أيضا بحاجة وقت لنعرف ما هو أساس هذه الأمراض”.
في دمشق اليوم من لم يمت بالقصف مات بغيره، تعددت الأسباب والألم واحد، لكن ما زال السوريون مصرين على الحياة في هذه المدينة حتى لو لم يبقِ لهم النظام أي وسيلة للعيش هنا.