دمشق، سوريا، 15 يناير 2014،وكالات –
أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ إقليمية ردا على تأكيد من حالات شلل الأطفال في سوريا في أكتوبر الماضي. ومنذ ذلك الحين، هرعت الوكالات الدولية والحكومات الى تحصين 22 مليون طفل في سورية والدول المجاورة.
ومنذ ان تم الكشف عن شلل الأطفال في سورية العام الماضي تم تطعيم ملايين الأطفال في الشرق الأوسط ، بينما دعا مسؤولو منظمة الصحة إلى تطعيم ملايين آخرين لاحتواء انتشار المرض، ليكون البرنامج ناجحا، فيما اعتبر الاطباء الميدانيون ان المهمة تبقى صعبة على أرض الواقع.
الأوضاع في سوريا، أضرت بالبنية التحتية للخدمات الصحية في سوريا وتسببت في تشريد الملايين .في الفوضى الناتجة عن ذلك، تعترف وكالات الصحة الدولية بأن ليس لديهم فكرة واضحة عن تغطية برنامج التطعيم.
قالت وكالات الاغاثة التابعة للأمم المتحدة يوم الاثنين إن القتال العنيف منع العاملين في المجال الصحي من تطعيم ما يقدر بنحو 100 ألف طفل سوري ضد شلل الأطفال في محافظة الرقة بشمال شرق البلاد وناشدت كل الأطراف السماح لها بدخول تلك المناطق.
وتأكدت إصابة 17 طفلا في سوريا بالمرض في اكتوبر تشرين الأول في أول انتشار للفيروس المعدي منذ عام 1999. وأطلقت حملة في جميع أنحاء البلاد في نوفمبر تشرين الثاني لتطعيم نحو مليوني طفل سوري ممن هم دون الخامسة شهريا حتى مايو ايار.وأدانت منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) وقف حملة التطعيم في محافظة الرقة بسبب احتدام القتال هناك.
وقالت المنظمتان في بيان إن شلل الأطفال يمثل “خطرا جسيما” في سوريا والمنطقة وان من حق جميع الأطفال التحصين من المرض الذي يمكن ان يصيب الطفل بالشلل خلال ساعات.وقالت اليزابيث هوف ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا لرويترز من دمشق “لم نستطع الوصول إلى بلدة الرقة في هذه المرحلة الثانية من التطعيم. لا يمكن الوصول لنحو 100 ألف طفل تقريبا في البلدة وضواحيها.
“وأضافت أن الرقة هي المدينة الوحيدة من بين عواصم المحافظات السورية التي تخضع لسيطرة المعارضة المسلحة ولا يوجد لمنظمة الصحة العالمية اي اتصال مباشر مع الجماعات الإسلامية هناك.وقال نشطاء يوم الأحد إن الدولة الإسلامية في العراق والشام المرتبطة بالقاعدة أعدمت عشرات من خصومها الإسلاميين خلال اليومين الماضيين بعد استعادة الجماعة معظم الأراضي التي فقدتها في الرقة.
وقالت هوف انه أمكن تطعيم نحو 2.15 مليون طفل في جميع انحاء سوريا ضد شلل الأطفال الاسبوع الماضي خلال المرحلة الثانية من التطعيم الجماعي بعضهم في محافظة الرقة.
وأضافت “كانت الحملة الإعلامية قوية للغاية. الاباء يحضرون أبناءهم. التفاعل جيد جدا.”وقالت “لم نشهد على الاقل اي حالات جديدة منذ اكتوبر.”وظهرت في اكتوبر تشرين الأول 15 حالة في دير الزور في شرق سوريا وحالات فردية في حلب في الشمال ودوما في ريف دمشق.
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يوم الاثنين إن الحكومة السورية وبعض جماعات المعارضة المسلحة قد يكون لديهما استعداد للسماح بوصول المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة وتطبيق وقف لإطلاق النار في بعض المناطق واتخاذ اجراءات اخرى لبناء الثقة في الصراع المستمر منذ نحو ثلاثة أعوام.
ودعا بيتر مورير رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر في ختام زيارته لسوريا التي استغرقت ثلاثة أيام إلى إتاحة الفرصة بشكل أكبر أمام عمال الاغاثة لتوصيل المساعدات الإنسانية للمناطق المنكوبة من الصراع.وقال مورير في بيان “الامدادات الطبية والطعام والضروريات الاساسية الاخرى تنفد بشكل خطير خاصة في المناطق المحاصرة التي بلغ فيها الوضع مرحلة حرجة.”