ليبيا، 21 يناير 2014، (فدوى القلال، أخبار الآن) –
اندلعت اشتباكات دامية الاسبوع الماضي في الجنوب الليبي اسفرت عن قتل و اصابة عدد من الليبيين و تعددت الروايات. و لأن الحكومة و المؤتمر الوطني الليبي لا يسيطران على زمام الأمور فتضاربت الأقاويل و اصبح شعار المواطن “تحب تفهم اتدوخ” …
اندهش الليبيون الاسبوع الماضي ان القنوات الليبية لا يوجد لديها مراسلين لتغطية الأحداث في مدينة سبها الجريحة، و لأن الصحافة تتطلب نقل المعلومة بكل شفافية و مصداقية كان من الضروري التواصل مع الشباب المتواجدين في الجنوب الليبي. قال احدهم ان الصراع قديم بين قبيلة اولاد سليمان و قبيلة التبو اذ فجأة تأجج الوضع بينهم الاسبوع الماضي و بدأ النزاع القبلي الذي استمر لمدة 4 أيام. و حسب هذه الرواية، فبعد هدنة استمرت 3 أيام هجم التبو على معسكر البوسيفي (قائد الجيش الليبي في الجنوب) يوم الخميس 16 يناير 2014، ليستمر بعدها الاقتتال لمدة يومين بين الجيش الليبي و كتائب التبو حيث قامت الطائرات الحربية باستهداف مواقع التبو يوم الاحد 19 ينايى 2014.
و في ظل هذه المعركة، استغل انصار القذافي الاضظراب الامني و قاموا بالهجوم على قاعدة تمنهنت العسكرية و نقطة التفتيش الشمالية من مدينة سبها و رفعوا الاعلام الخضراء و فورا انتشرت الشائعات عبر أبواق النظام السابق بأن انصار القذافي سيطروا على الجنوب الليبي بأكمله. يبدو ان ذلك اجبر القبائل على التوقف عن الاقتتال بينها البعض و توحدوا ضد انصار القذافي و باتت سبها تواجه الاشتباكات العنيفة و القصف بين جيش الجنوب بمختلف الكتائب المنطوية تحته و بين انصار القذافي.
استنجد سكان سبها بباقي المدن الليبية وعبر البعض عن استيائه من عدم وصولهم اي مساعدات او تعزيزات عسكرية من المدن المجاورة، كما قيل ان الإمارات العربية المتحدة هي الدولة الوحيدة التي ارسلت المساعدات الطبية والمتطوعين إلى مدينة سبها. هناك ايضا بعض الاقاويل ان ثمة كتائب من مصراته و من الزنتان كانت قد تحركت لإنقاذ سبها لكنها لم تتدخل في الاقتتال.
و عندما بحثنا عن دور الدولة و مسؤوليتها تجاه حقن الدماء، وردنا نقلا عن صحيفة (ليبيا هيرلد)، ان رئيس الوزراء على زيدان قد صرح بأنه بالفعل كلف رئيس الأركان بالتوجه الى الجنوب الليبي (المعروف تاريخيا ب”فزان”) لكن رئيس الأركان لم يستجيب لتلك التعليمات.
و الجدير بالذكر هنا، ان رئيس الأركان يتم تعيينه من قبل المؤتمر الوطني العام و ليس من قبل رئاسة الوزراء، وبما ان هناك صراع سياسي قائم في ليبيا بين السلطتين التشريعية و التنفيذية فيبدو ان هناك نية لإضعاف حكومة زيدان.