الغوطة الشرقية، ريف دمشق، سوريا، 25 يناير، (عمار توفيق، أخبار الآن)

لا يزال الحصار الخانق الذي تمر به المناطق المحاصرة في الغوطة الشرقية بريف دمشق يدفع الأهالي لاستنباط طرق جديدة أو قديمة للعيش، فقد عادت أنماط الحياة في تلك المناطق الى الأزمنة القديمة، حيث الحطب يستخدم للتدفئة والطهي، والماء يجلبه السقاؤون من أماكن بعيدة أو من الآبار، والطعام إن وجد اقتصر على سد الرمق، وبعد أن كان الخبز “البايت” أو اليابس يستخدم علفًا للمواشي والدواجن، انقلبت الآية في سوريا وأصبح علف المواشي خبزاً للبشر.

“شغلة الله لا يذوقك، لكن الحمد لله على النعمة، غيرنا مو ملاقي”، بهذه الكلمات وصف أحمد أبو الخير أحد أهالي دوما في الغوطة الشرقية لدمشق خبز العلف، ويستطرد أبو الخير: “بعد فقدان الخبز العادي وإنقطاع شبه تام لمادة الطحين الأساسية صاروا الناس يبتدعوا أكلات جديدة، في البداية إستخدمنا أوراق الملفوف بديلاً عن الخبز، ولكن الملفوف طعمته بتختلف كلياً، بعدين صار الناس يطحنوا الذرة ويخبزوها، جربوا الصويا، ولكن الصويا سببت حالات تسمم للكثيرين، بعدها استخدمنا الشعير بما أن ثمنه أرخص، ومع استمرار الحصار صارت الناس تطحن العلف وتخبزه”.

وعن سعر الطحين يقول أبو الخير: “الطحين العادي غير متوفر وسعره غالي إن وجد إذ يصل سعره الى 2500 ليرة للكيلو الواحد اى ما يعادل 20 دولار، بينما طحين العلف متوفر ويتراوح سعره بين 450 و 800 ليرة.”

أما العلف لمن لا يعرفه فهو عبارة عن خليط من الذرة بنوعيها البيضاء والصفراء، والفول اليابس والشعير وقشره، وقشور الأرز وقشور بذور القطن “الكسب”، فضلا عن مكونات أخرى مقادير أقل مثل مسحوق العظام وقشور البازلاء ومخلفات الفواكه الحمضية والمولاس وهو “مخلفات قصب السكر”.