الرقة، سوريا، 4 فبراير، (أحمد السخني، أخبار الآن) –
انتهاكات داعش فاقت الخيال، فمن قتل وخطف واغتيال إلى إصدار فرمانات كفرض النقاب ومنع التدخين وجلد الشبان والشابات، ومصادرة أملاك المدنيين بتهمة الكفر والردة، وصولا إلى الإعدامات الميدانية في الساحات العامة أمام أعين الجميع.
مدينة الرقة .. الضريبة اليومية
تنال مدينة الرقة الواقعة تحت سيطرة تنظيم داعش في الشمال السوري القسط الأكبر من الانتهاكات بحق المواطنين، ففي كل يوم تجاوز جديد وقرارات جديدة تضيق على الأهالي مسببات الحياة، حتى بات الأهالي كل يوم مع موعد جديد من حادثة خطف وسجن أو إعدام.
عبد الله شهاب .. الإعدام
(عبدالله شهاب السويف) يبلغ من العمر 36 عاما ويعمل ميكانيكي سيارات ولديه خمسة أطفال أكبرهم محمد يبلغ من العمر 8 سنوات. فقد عبد الله ثلاثة من أولاده (محمد وسعد وسهام) نتيجة قصف الطيران لمنطقة الطيبة في حمص. وقد قامت داعش بإعدامه وذلك بعد اعتقاله من بيته بتهمة أنه مسلح من قبل النظام.
يقول محمد أحد شهود حادثة الإعدام: “كان منظرا مرعبا، وضعوا الشاب في الساحة وبدأوا بالتكبير وإطلاق الرصاص في الهواء وكأنهم حققوا نصرا عظيما وقتلوا الشاب بدم بارد أمام أعين الجميع ولم يستطع احد منا السؤال لماذا أو من هذا الشاب”.
أهل عبدالله كانوا يسألون عن ولدهم يوميًا في المقرات التابعة لتنظيم داعش في الرقة فكان الجواب دائما أنهم سيطلقون سراحه بعد معاقبته، ولكن بعد أيام جاءهم اتصال هاتفي من أحد شيوخ العشائر المبايعة للتنظيم لكي يخبرهم أن ابنهم قد قتل. أم عبدالله صعقها الخبر لا تعرف ماذا تفعل هل تذهب من جديد لكي تسأل عن ولدها المعتقل أم أنها تصدق هذا الاتصال الهاتفي. يقول زياد وهو صديق مقرب من عبدالله: “عبد الله شخص طيب وخلوق همه الوحيد تأمين لقمة الخبز لأطفاله الصغار فكان يعمل حارسا في احد مراكز الآثار في الطيبة وتصليح السيارات لم يكن لديه أي خلاف مع أحد كان محبوبا من قبل الجميع”.
أما ابن عمه إبراهيم السويف فيقول: “إن عبد الله سلم سلاحه منذ فترة لحركة أحرار الشام ولدينا ورقة تثبت هذا الشيء وأثناء فترة اعتقال عبد الله راجعنا المقر الرئيسي لتنظيم داعش في الرقة قالوا لنا انه سيتم معاقبته ب 30 جلدة ويخرج”.
وقد نقل عن أحد المعتقلين المفرج عنهم والذي كان مع عبدالله أن عناصر التنظيم كانوا يعذبونه بشكل مستمر، ومن شدة ألمه شتم أحد أمراء داعش فاتهمه بالكفر وأصدر بحقه حكم الإعدام.
إن حادثة إعدام عبدالله تعطي صورة عن أسلوب تعامل داعش مع المدنيين في المناطق المختلفة التي تسيطر عليها، فهي تقوم باعتقال المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها وتقوم بإعدامهم في مناطق أخرى تقع تحت سيطرتها وذلك خوفا من ثورة الأهالي على تجاوزاتهم.