الرقة، سوريا، 5 فبراير، (خاص أخبار الآن) –
كثيرة هي القوانين التي فرضتها داعش على المدنيين في مدينة الرقة، كثيرة أيضا القصص التي حدثت أثناء اجبار الناس على الالتزام بتلك القوانين التي أصدرتها ومن ضمنها فرض النقاب واللباس الشرعي على نساء المدينة، والذي اعقبه قوانين أخرى ملزمة مثل عدم مخالطة الرجال للنساء في الأماكن العامة ودوائر العمل وعدم الخروج مساء من دون محرم إضافة إلى عدم الصعود في سيارات الأجرة في أي وقت من دون محرم أيضاً.
وبسبب اساليب الفرض والإجبار تلك قررت معظم نساء المدينة عدم الإلتزام بالقرارات ومن ضمنها قرار النقاب واللباس الشرعي لكن بعد جلد رجل 30 جلدة لأنه كان يسير مع زوجته من دون نقاب وتكرّر تلك الحادثة مع أكثر من شخص أجبرت النساء على ارتداءه خوفا على ولي الأمر الذي قد يكون الأب أو الأخ أو الزوج.
محمد فتى يبلغ من العمر 15 عاما يقوم بإيصال اخته الطالبة في الصف الثالث الثانوي يوميا إلى المعهد، وبعد قرار وجود محرم مع الفتاة مساء وأثناء عودته مع أخته إلى المنزل قامت مجموعة تابعة لداعش بإيقافه وسؤاله عن علاقته بالفتاة التي يمشي بجوارها فأجابهم بأنها أخته فطلب منه أحد العناصر ترك مسافة لا تقل عن متر أثناء مرافقتها ولم يذكر سببًا لذلك.
قصة أخرى واجهت امرأة تبلغ من العمر 52 عاما قررت عدم الإلتزام بالنقاب لإنها لا تملك ثمنه الذي وصل إلى 1500 ليرة سورية، ولدى خروجها من المنزل إلى السوق لجلب بعض إحتياجات المنزل تفاجأت بلحاق عنصرين من تنظيم داعش بها وسط السوق فأخذت تركض هاربة منهم خوفا من العقوبة.
أما (حسين) فقصته أغرب من سابقاتها فأثناء دخوله إلى حديقة “الرشيد” العامة، تم ايقافه من قبل أفراد يتبعون لداعش وعند ايقافه، وبالصدفة تدخل فتاة منقبة إلى الحديقة، فسأله أحد المسلحين هل تعرفها فأجاب بلا، فتم ايقافها أيضا وسألوها هل تعرفين هذا الشاب، فأجابت نعم هو خطيبي، فتم أخذهما وعقد قرانهما بعد أسبوع من تلك الحادثة. سأل أحد أهالي الحي حسين عن عروسه فأجاب “بنت حلال طلعت تفهم وسترت علي وعليها”، قد تكون هذه القصة غريبة بعض الشي ولكنها حقيقة حدثت في ظل وجود داعش التي بات عناصرها يتصرفون في هذه المدينة كما يحلو لهم يبررون أخطاءهم التي أصبحت لا تحصى ولا تعد حتى ضاق بهم الأهالي ذرعا.
إحدى النساء وقفت تنتظر دورها امام الفرن 6 ساعات وقبل أن تحصل على الخبز توقف الفرن بسبب نفاد الطحين فخلعت النقاب وأخذت تصرخ “أن الدولة التي يريد أولياء أمورها أن يطاعوا يجب عليهم توفير ما يلزم الرعية أولا”. كما خرجت مظاهرة نسائية تنتقد تصرفات هذا التنظيم وتم الهجوم عليها وتفريقها بالرصاص مما استدعى المدنيين للتساؤل عن الفرق بينهم وبين النظام !!
منذ أيام يتداول الأهالي أخبارًا تشير إلى قرار جديد يمنع النقاب من قبل تنظيم داعش نفسه ولكن ولصعوبة إصدار قرار بذلك من قبل التنظيم يشوه صورتهم التي اختبئوا ورائها، قاموا ببث ذلك كشائعة متمنين من الناس تصديقها وتطبيقها بمفردهم وذلك بعد هجوم مجموعة من الجيش الحر على حواجزهم متنكرين باللباس الشرعي والنقاب وقتل مجموعة منهم في أكثر من نقطة وأكثر من حاجز، منها حاجز (المقص) المتواجد في مدخل المدينة، وأشارت النساء أنه إذا كان النقاب سيفيد في دخول الجيش الحر إلى المدينة مرة أخرى سيبقين ملتزمات به حتى لو أمرت داعش بخلعه بقرار على أمل الخلاص القريب منهم.