حلب، سوريا، 11 فبراير، (عقيل حسين، أخبار الآن) —
تنظيم جديد يزج به النظام في معركته مع المعارضة، قوامها هذه المرة مقاتلون فلسطينيون من مخيمي النيرب وحندرات في حلب.
فبعد خروج ( الشبيحة ) الفلسطينين من مخيم حندرات شمال حلب إثر سيطرة الثوار على المخيم قبل نحو عشرة أشهر، التجأ عدد كبير منهم مع أسرهم إلى مخيم النيرب في الجنوب.
نحو مئة شاب من أفقر العوائل الفلسطينية، تلاقوا في مخيم النيرب مع مئتين آخرين ممن حملوا السلاح مع النظام أيضاً، ليبدأوا رحلة جديدة من القتال ضد الثوار.
وإذا كان الشبيحة من كلا المخيمين قد واجهوا الثورة منذ بداية حراكها السلمي مدفوعين بكل العوامل غير المباشرة التي استغلها النظام لصنع شبيحته، فإن عاملاً مباشراً مكن النظام من السيطرة على المزيد من شباب المخيمين، وصولاً الى تشكيل ميليشيا مسلحة ومنظمة باسم لواء القدس.
لقد لعب الفقر المدقع والجهل الشديد، وانتشار البطالة بين شباب هذين المخيمين دوراً كبيراً في تحويلهما إلى خزان للشبيحة.
ثم شكلت هزيمة هؤلاء الشبيحة في مخيم حندرات، والحصار الذي فرضه الثوار على مخيم النيرب، عاملاً مباشراً في تهيئة شباب المخيمين ودفعهم إلى التحول لقوة أكثر تدريباً، واندفاعاً أيضاً في القتال باسم ( لواء القدس ).
أكثر من ثلاثمئة مقاتل هو عدد هذا اللواء الجديد، الذي ينضم إلى أربعة عشر ميليشيا طائفية وقومية تقاتل مع النظام اليوم ضد المعارضة، بدأ النظام الزج بهم مؤخراً، بعد أن قام بتوفير دورات عسكرية مكثفة لهم على يد مدربين من حزب الله اللبناني.
لوحظ انتشار عناصر هذا اللواء على عدة جبهات في حلب، لكن تمركزهم الأساس كان في الجبهات المحيطة.أما المعركة الأولى التي يخوضها اللواء، فقد بدأت قبل نحو أسبوع فقط، حين أخذ دور رأس الحربة في عملية أطلق عليها النظام ( طائر الفينيق ) واستهدفت السيطرة على المناطق والأحياء المجاورة لمطاري حلب الدولي والنيرب العسكري.
ومن خلال صفحة اللواء على الفيس بوك، وصفحات إخبارية مؤيدة في مخيم النيرب، يبدو واضحاً أن هذا التنظيم هو القوة البشرية الرئيسة في هذه المعركة، حيث تستخدم هذه الصفحات دائماً مصطلح ( هجوم لأبطالنا ، والتغطية النارية لبواسل الجيش العربي السوري .. ).
وكما يشير إلى ذلك أيضاً، أن جميع من أسرهم الثوار في هذه المعركة هم من عناصر اللواء، ناهيك عن نعي الصفحات المذكورة طيلة أيام المعركة لقتلى اللواء، بالإضافة إلى رغبة جامحة تسيطر على منشورات هذه الصفحات بالسيطرة على أحياء محددة في محيط المطارين، وتدلل بشكل قاطع على أن الهدف من هذه العملية هو الانتقام من تلك الأحياء، وخاصة حي المرجة الذي تصفه صفحاتهم ( بخزان الإرهابيين ).
ورغم التسليح النوعي الذي بدا عليه لواء القدس في معكرته هذه، والتذخير الوفير المقدم لهم، وعددهم الجيد بالقياس إلى تنظيم واحد، إلا أن لواء القدس لم يتمكن من التقدم إلا في مساحة محدودة جداً بمحيط مطار النيرب العسكري، ثم عاد لاحقاً وخسر معظمها أمام هجمات معاكسة للثوار، ناهيك عن العدد الكبير من القتلى والأسرى الذي سقطوا من عناصره، ما يدل على ضعف خبرة مقاتليه، وإن كان لا يعني توقفهم عن القتال مع قوات النظام.