دمشق، سوريا، 14 فبراير، (جابر المرّ، أخبار الآن)
منذ انطلاق الثورة السورية في آذار 2011 لم يعد السوريين يسمعون عن حزب البعث سوى أن المتظاهرين أو الثوار لاحقا دمروا مقراته في المدن السورية حيث كانت هدفهم بعد أن كان الحزب هو العدو الأول للسوريين على مدار قرابة الأربعين سنة.
الحزب ومدارس الطلاب
لم يترك البعث مكانا بين الناس في سوريا إلا وحشر نفسه أو مخبريه، فمن التلفزيون الرسمي، نزولا إلى مدارس الأطفال ورياضهم عمل البعث على تخريب عقول الطلاب، فالطفل السوري مجبر على الدخول في طلائع البعث في أولى مراحل دراسته، وفي ثانيها بشبيبة الحزب، ليلتحق بالحزب نفسه عندما يدخل المرحلة الثانوية، ويزرع هذا الحزب في نفوس الطلاب أغانيه ومعتقداته ليقنع السوريين أن لا حقيقة غير الحزب ولا رمز غير الأسد. ولا يقف التجهيل الذي يمارسه الحزب عند هذا الحد إنما يتعداه ليشكك ويخوِّن كل الأطراف السياسية الأخرى في المنطقة، يتذكر أسامة بابتسامة مرّة هتاف ” يا سورية مين ساواكي؟ غير البعث الإشتراكي؟” ليلعن البعث بنهاية جملته قائلا: “بلد عمرو آلاف السنين أقنعونا إنو البعث ساواه!”.
الحزب ومدارس المهجرين:
في الأيام القليلة الماضية عاد حزب البعث إلى ظهوره الإجرامي مجددا بعد أن اختفت قياداته تحت ما تميزت به قوى الأمن الداخلي السورية من إجرام وهمجية، وما أوكل للجيش السوري من جرائم كان بغنى عنها، وعاد ظهور الحزب مع تسريبات من داخل أروقة المخابرات العسكرية بدمشق أن “هلال الهلال” الأمين القطري المساعد لحزب البعث قد وجّه “تعميماً” تضمن “إنذاراً أخيراً” شديد اللهجة إلى جميع المشرفين على ما يسمى (مراكز إيواء النازحين) المنتشرة في بدمشق والتي يقطنها أبناء الريف المتضررين والذين يشرف عليهم الشبيحة ويرومونهم سوء العذاب.
وشدد الإنذار على ضرورة التقيد بتعليمات “القيادة” – أي قيادة البعث طبعا“- حول نشر قيم ومبادئ الحزب وأفكار القيادة الحكيمة في مكافحة الإرهاب و“الممانعة” وتربية الطفل على “تقديس الجيش العربي السوري“، ووصف إهمال إدارات المراكز لهذه التعميمات بالتسيُّب وأن “التقارير التي تصل مكتبه تفضح المقصرين بتعليمات القائد” وأنه “في حال استمرار هذا الإهمال سيكون حسابهم عسيراً وسيبدأ بتقنين المساعدات الإنسانية التي ترسلها الدولة للمراكز“.
لم يكتف البعث بتخريب عقول أجيال مرت عبر أربعين عاما خلت، إنما يود اليوم أن يتابع تجهيل من حرم أساسا من مدرسته وبيته فسكن صفوفا لا للتعليم بل ليهرب من جرائم الحرب التي يقودها النظام في منطقته، وبما أن الأجهزة الأمنية في سوريا تتبع التجويع سياسة لها في إخضاع المناطق الثائرة فقد اعتبر “هلال الهلال” أنه يستطيع ارتكاب هذه الجريمة أيضا بموازاة ما يقوم به الأمن فلا يبقى أحد من النظام بريئا من جريمة التجويع.