ريف دمشق، سوريا، 21 فبراير، (جواد العربيني، أخبار الآن)
منذ أشهر، وبعد سدّ منافذ الغوطة الشرقية الرئيسة أصبح الطحين الذي يعد قوت الشعب ممنوعًا على أهالي الغوطة الشرقية، ما دفعهم للبحث عن بدائل تساعدهم على الاستمرار في العيش فلجأوا إلى طحن الصويا والذرة لكن سرعان ما نفدت تلك المواد ليصبح الشعير هو المادة الأساسية في صنع رغيف الخبز.
الشعير ولعبة النظام والتجار ..
عمد التجار إلى إدخال كميات من الشعير إلى داخل الغوطة الشرقية وفق مصالح مع قوات النظام التي وجدت إدخال تلك الكميات حجة أمام المجتمع الدولي وبذات الوقت فإن إدخال تلك الكميات ستكون فرصة تدر أموالا خيالية ولنا أن نتخيل مدى الأموال التي جناها النظام بعد أن قام ببيع مادة الشعير المرسلة من قبل المنظمات الإنسانية إلى التجار المحسوبين عليه ب30 ضعفا عن ثمنها الحقيقي.
التجار بدورهم وجدوا في التجارة بلقمة الجائعين فرصة تدر عليهم أموالا خيالية فعمدوا إلى شراء الشعير من النظام ومن ثم قاموا ببيعه للمدنيين ليصل سعر الكيلو في بعض الأحيان إلى 1000 ليرة سورية وهو ما يفوق 60 ضعفا عن ثمنه الحقيقي الذي يبلغ 15 ليرة سورية ليصبح التجار والنظام شريكان في نفس اللعبة. وقد عمد عدد من التجار إلى شراء كميات هائلة من البضائع و كدّسوها إلى حين غلاء سعرها لينشروها بين الناس بالسعر المضاعف.
يقول “أبو عبدو” أحد المواطنين في الغوطة الشرقية: “إني لا أعتب على هذا النظام المجرم الذي أذاقنا ألوان العذاب، ولكني مستاءٌ جداً من التجار المستغلين الذين يزيدون الأسعار من دون رحمة”.
طوابير ضخمة للحصول على الشعير
تقوم الجمعيات الإغاثية بشراء الطحين وعرضه للبيع على الناس بثمن أقل عن ثمن التجار ب200 ليرة، ومع حلول الصباح يجتمع الناس في طوابير ضخمة ينتظرون ساعات من أجل الحصول على كيلو واحد من الشعير غير المطحون ليقوموا بعدها بدفع مبلغ 100 ليرة ثم يطحنونه ويخبزون.
ويبقى السؤال المطروح: هل يسمح النظام بإدخال الشعير إلى الغوطة الشرقية ليرسل إلى الأهالي بأن مصيرهم في يديه، أم هي وسيلة لسحب الأموال تدريجيا وتركهم فيما بعد لمعركة جوع جديدة.