تركيا، 22 فبراير 2014، صحيفة الوطن –
شن رئيس المجلس الوطني السوري الأسبق، وعضو الائتلاف الحالي برهان غليون هجوماً حاداً على النظام الإيراني، ووصفه بأنه يقف وراء اندلاع الأزمة الحالية في سوريا واستمرارِها.
قائلاً إنه لولا طهران لما كانت هناك حربٌ أصلاً، ولما استطاع الأسد الصمود في وجه الثوار طيلة هذه الفترة، بسبب ما تمده به من سلاح ومقاتلين.
كما اتهم موسكو بالانحياز لجانب الأسد، ومساعدته، ليس فقط عن طريق مده بالسلاح والدفاع عنه في مجلس الأمن، وإنما عن طريق معارضتها حتى للقرارات الإنسانية التي تلزمه بتوصيل الغذاء للمدنيين المحاصرين.
وأضاف في حوار مع “الوطن” أن الائتلاف حقق عددا من المكاسب في جنيف2، في مقدمتها إقناع المجتمع الدولي بأسره أن نظام الأسد يمارس أبشع أنواع القمع ضد شعبه الأعزل، وأنه هو الذي يقف دون وضع حد للمأساة الإنسانية في سورية. فإلى تفاصيل الحوار:
بداية، كيف ترون آفاق الحل السلمي بعد انقضاء الجولة الثانية من مفاوضات جنيف2؟
للأسف الشديد كل الآفاق مغلقة تماماً. وما حدث ليس مفاجئاً لنا، فمنذ اليوم الأول للثورة كان من الواضح أنه ليس لدى النظام أي عرض آخر على الشعب سوى القتل. وكلما حصل تصعيد من قبل الشعب زاد التصعيد في القتل، وزاد عدد الشهداء، قبل أن تتحول الثورة إلى عمل مسلح، وقبل أن تتدخل القوى الدولية أو تعلن أي موقف مما يحصل في سورية. لم تتوقف عملية كسر إرادة الشعب بالقتل المتعمد مع سابق تصميم، وبهدف الترويع، لا أثناء جنيف ولا قبله. وكان من الملفت أن النظام زاد من استخدام براميله المتفجرة أثناء انعقاد مؤتمر جنيف لإرسال رسالة واضحة للسوريين والعالم، أنه لا يأبه للموقف الدولي ولا لمؤتمر جنيف ولا يراهن سوى على قوة النار التي يزوده بها شركاؤه الإيرانيون والروس.
سبب الأزمة
أعلنت طهران قبل بدء المؤتمر أن المفاوضات لن تفضي إلى شيء، مما فسر على أنه إقرار بمسؤوليتها عن تعنت وفد النظام، رداً على استبعادها من حضور المؤتمر، كيف يمكن قراءة هذا الموقف؟
على جميع الأحول، إيران هي السبب الرئيسي وراء الحرب في سورية، ومن دونها لم تكن هناك حرب، ولا كان بإمكان نظام المافيا السورية المنخورة بالفساد أن يصمد هذه المدة في هذه الحرب التي أعلنها ضد الشعب. في نظري أن إيران لم تستبعد من حضور مؤتمر جنيف من قبل أحد ولكنها استبعدت نفسها لأنها رفضت القبول بمرجعية جنيف1، التي هي قرار مجلس الأمن رقم 2118 وتطبيقه. وهي غير معنية بوقف مأساة الشعب السوري التي توقدها كل يوم بشكل أكبر. إيران لا تبحث عن الحل ولكن عن تأزيم الوضع بشكلٍ أكبر في إطار تحسين موقفها في مفاوضاتها الدولية على المشروع النووي، وهي المسؤولة عن إراقة دماء السوريين.
رغم الفشل الذريع وعدم تحقيق أي تقدم، إلا أن الأمم المتحدة ما زالت مصرة على المضي في المفاوضات، هل توافقون على العودة من جديد إلى جنيف2 وهل ستضعون شروطاً مسبقة؟
ليس من مصلحتنا التقاطع مع رغبة المجتمع الدولي في أي محاولة لوقف الحرب العدوانية وفتح باب السلام. ولكننا لا ينبغي أن نرهن استراتيجيتنا بأوهام الحلول السياسية الدولية. علينا أن ننصت لصوت السلام إذا ظهر، لصالح تخفيف المعاناة عن شعبنا، لكن ينبغي في نفس الوقت أن نعد للحرب عدتها ونستمر في مقاومة العدوان بأكثر ما نستطيع من قوة وبأس. فلا أمل لأي طرف بالحصول على السلام ما لم يفرض نفسه وإرادته بالقوة.
العميد وهبة قطيشة الخبير العسكري