لندن , بريطانيا , 24 فبراير 2014 , مقالات –
قال الكاتب الصحفي البريطاني، روبرت فيسك، إنه لن يوجد في الشرق الأوسط من سيدرس المأساة الأوكرانية الدامية بانجذاب واهتمام أكثر من بشار الأسد.
ورأى «فيسك»، أن ما سيهتم به الأسد هو بحث أوجه التشابه بين حكومة يانوكوفيتش المحاصرة وحكومته في دمشق التي لا تزال تخوض صراعًا مسلحًا ضد مقاتلي المعارضة.واعتبر الكاتب أن تلك التشابهات قريبة لحد يكفي بإغواء الأسد ووزير خارجيته وليد المعلم لدراسة درجة الدعم التي يوليها بوتين لحليفه في العاصمة الأوكرانية كييف.وتابع «فيسك»، أنه بدون الدعم الروسي والإيراني، لما استطاع الأسد الاستمرار طوال سنوات الحرب الثلاث المنصرمة، ولا كان في إمكان يانوكوفيتش الصمود في وجه قوات المعارضة دون صداقة أخوية من موسكو وتدليل من جانب الاتحاد الأوربي.
هذا و صوّت البرلمان الأوكراني يوم أمس على عزل الرئيس فيكتور يانكوفيتش، وحدد الخامس والعشرين من أيار/مايو القادم موعداً لانتخابات الرئاسة.
ونقلت وكالة إنترفاكس عن رئيس البرلمان الأوكراني قوله إن الرئيس فيكتور يانوكوفيتش حاول الهرب على طائرة إلى روسيا، لكن مسؤولي الحدود منعوه.
من جهتها وفور خروجها من السجن دعت رئيسة الوزراء الأوكرانية السابقة يوليا تيموشنكو المحتجين في بلادها لمواصلة تظاهراتهم حتى الانتخابات الرئاسية المقررة في مايو آيار المقبل.
ومن جهة أخرى، أكدت رئاسة الأركان الأوكرانية على موقع وزارة الدفاع، أن القوات المسلحة الأوكرانية لن تتدخل في أي صراع سياسي تشهده البلاد.
وأضافت “تحافظ القوات المسلحة الأوكرانية على التزاماتها الدستورية، ولا تتدخل في الصراع السياسي”.
وجاء إعلان الجيش بعد تأكيد الرئيس الأوكراني أن ما يحدث في البلاد هو “انقلاب”.
وانتقدت موسكو المعارضة الأوكرانية، وقالت إن الأخيرة لم تلتزم بالاتفاق الموقع مع الرئيس لحلحلة الأزمة.
وسيطر محتجون على مقر الرئيس الأوكراني، في العاصمة كييف، اليوم السبت، وطالبت المعارضة بإجراء انتخابات جديدة بحلول مايو، مع تراجع إحكام الرئيس الموالي لروسيا قبضته على السلطة في أعقاب إراقة الدماء في العاصمة.
وقالت مصادر صحفية إن المحتجين دخلوا مقر الرئيس في العاصمة، وكانوا يسيطرون على البوابة الرئيسية، وإن الحراس داخل المبنى حاولوا طرد المحتجين.
وذكرت وسائل إعلام أن مقر يانكوفيتش خارج العاصمة كان خالياً أيضاً، وأن الصحافيين يدخلونه دون قيود.
في غضون ذلك، ذكر مصدر أمني كبير أن الرئيس لا يزال في أوكرانيا، لكنه لم يستطع أن يؤكد ما إذا كان في كييف.
وفي تطور مهم، قدم رئيس البرلمان الأوكراني، القريب من الرئيس يانكوفيتش استقالته، كما أعلن نائبه خلال جلسة نيابية.
واستقال فولوديمير ريباك بعدما أعلن عدد من نواب حزب المناطق الحاكم انسحابهم من البرلمان احتجاجاً على قتل المتظاهرين.
وسقط أكثر من 65 قتيلاً في كييف خلال مواجهات بين المتظاهرين وقوات الشرطة.
ويصر المتظاهرون على مواصلة التحصن وسط كييف في ظل تطورات سياسية متسارعة.
وإلى ذلك، دعا الرئيسان الأميركي باراك أوباما، والروسي فلاديمير بوتين، خلال مكالمة هاتفية إلى وضع الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين السلطة والمعارضة في أوكرانيا، أمس الجمعة، موضع التنفيذ “سريعاً”، كما أفاد مسؤول كبير في الخارجية الأميركية.
وقال المسؤول، طالباً عدم ذكر اسمه، إن المكالمة الهاتفية التي جرت بمبادرة من أوباما كانت “بناءة”، وإن الرئيسين اتفقا خلالها على “وجوب أن يطبق الاتفاق سريعاً، وعلى أنه من المهم جداً تشجيع كل الأطراف على الامتناع عن اللجوء إلى العنف”.
وأضاف أن “الرئيس بوتين قال إن روسيا تريد أن تبقى مشاركة في عملية تطبيق” الاتفاق، وأن الرئيسين “تطرقا أيضاً إلى أهمية إعادة الاقتصاد الأوكراني إلى الاستقرار وإعادة أوكرانيا إلى سكة السلام”.
كما اعتبر الدبلوماسي الأميركي أن “هذا حتماً مؤشر بالغ الأهمية، فالرئيسان أوباما وبوتين تمكنا من الحديث بطريقة إيجابية عن وضع الاتفاق موضع التطبيق”. في المقابل لم يعلق الكرملين، حتى مساء الجمعة، على هذه المكالمة.
وكان البيت الأبيض رحب بالتوقيع على الاتفاق الذي تم في كييف بين السلطة والمعارضة لإخراج أوكرانيا من أزمتها، معرباً عن أمله في أن يتم تطبيقه فوراً.
وأعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني “ترحيب الولايات المتحدة بالاتفاق الموقع بين الرئيس الأوكراني فيكتور يانكوفيتش وقادة المعارضة”.
الدكتور محي الدين اللاذقاني الكاتب والمفكر السوري