سوريا، 25 فبراير 2014، صحيفة الحياة –

روى القيادي في الجيش السوري الحر أبو يزن الشامي، أمس، تفاصيل الهجوم الذي قُتل فيه أبو خالد السوري القيادي الكبير في جماعة “أحرار الشام”، وأكد أبو يزن أن شخصين من داعش هاجما مقراً لأحرار الشام في حلب يوم الأحد وأن أبو خالد تصدى بنفسه لهما.

وأشار أبو يزن الى ان أبو خالد أصيب بطلق ناري في صدره، خلال تبادل لإطلاق النار مع الانتحاريين، وذلك قبل ان يفجرا نفسيهما.

 ونشر «أبو يزن الشامي» على مواقع تنشر أخبار «حركة أحرار الشام» ما وصفها بأنها شهادته عن «قصة استشهاد الشيخ أبي خالد السوري»، وجاء فيها: «هذه قصة استشهاد شيخي وأميري وقرة عيني الشيخ أبي خالد السوري رحمه الله. قدم الشيخ رحمه الله صبيحة يوم استشهاده لحلب وقدم للقائي في أحد مقرات الحركة وجعلنا نتبادل أطراف الحديث عن وضع حلب وضرورة الاهتمام بها وفي أثناء الكلام بدأ إطلاق النار باتجاه المقر الذي كنا فيه فبادر الشيخ بأخذ بندقيته وبدأ بإطلاق النار اتجاه مصدر إطلاق النار بشجاعة تليق ببطولته وهمة تليق بجهاده، وكنت أحمل مسدساً ذهبت خلف عمود لأنظر إلى الباب، فالتفت فوجدت الشيخ أبو خالد جنبي وقد أصابه طلق ناري في صدره».

وتابع: «في هذه الأثناء تم إلقاء قنبلة فرميت نفسي منبطحاً وتعرضت لشظية. حينها دخل انغماسي من الدولة (الإسلامية في العراق والشام) وجعل يمشّط وتقدم عليّ فأطلقت عليه النار … أطلقت عليه حوالى ثلاث طلقات وركضت للجانب الآخر ففجّر نفسه بحزام ناسف. وكأن إحدى الطلقات قد أصابته لقرب المسافة. بعد التفجير عدت للشيخ أبو خالد فوجدته استيقظ وصعد من على الأرض إلى أريكة، فقلت له اذكر الله شيخنا، قد طلبت الإسعاف عن طريق القبضة، ثم دخلت للداخل فقام الإخوة بالاشتباك مع انتحاري آخر فأصيب فجلس على الأرض يتألم قليلاً ثم فجّر نفسه من غير أن يكون أحد حوله».

وتابع «أبو يزن» في شهادته: «في ذلك الوقت وصل الإخوة وتعاملوا مع المحيط وتم الإسراع بالشيخ للمستشفى لكن الله أراد أن يصطفيه لعنده بعد هذا العمر الطويل الذي أمضاه في سبيل الله. هذه شهادتي على ما جرى بناء على طلب بعض الإخوة. أحسن الله عزاء الأمة بفقيدها البطل وانتقم الله من قاتليه خوارج العصر وطهّر الأرض من رجسهم».

وكان (رويترز) «المرصد السوري لحقوق الإنسان» قال إن القائد في جماعة «أحرار الشام» أبو خالد السوري المعروف أيضاً باسم أبو عمير الشامي قُتل مع ستة من رفاقه على أيدي جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام. وقال المرصد إن السوري حارب في العراق وأفغانستان. ونقلت «رويترز» عن مقاتلين إن مقتل السوري سيؤجج المعارك الداخلية بين الجهاديين الذين يحاربون الرئيس بشار الأسد وهي معارك قتل فيها المئات من المسلحين المناهضين للحكومة السورية في الأشهر الأخيرة. وأبلغ مقاتلان «رويترز» أن خمسة من أعضاء «الدولة الإسلامية في العراق والشام» دخلوا مقر قيادة «أحرار الشام» في حلب واشتبكوا مع مقاتليها ثم فجّر أحدهم نفسه.

ووضع المقاتلون السوريون الذين أحزنهم موت السوري صورته في حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي ودعا مقاتل للثأر قائلاً إن داعش «تمادت كثيراً هذه المرة». وقال مصدر رفيع في المعارضة المسلحة لـ «رويترز» إن السوري الذي ولد في حلب عام 1963 كان مقيماً في أفغانستان لكن الظواهري أرسله إلى سورية قبل بضعة أشهر وكلفه بالعمل على وقف الاقتتال.

وقالت مصادر إن الجماعة صعّدت الحرب بين الفصائل الجهادية إلى مستوى جديد بقتلها السوري وإن قرار قتله لا بد قد اتخذ من جانب قيادتها العليا وعلى الأرجح من جانب زعيمها أبو بكر البغدادي الذي اختلف العام الماضي مع الظواهري وزعيم جماعة جبهة النصرة التابعة لـ «القاعدة». وقال مصدر آخر: «كان للشيخ أبو خالد تأثيره في الجهاديين ولا سيما في مقاتلي داعش. كان الوحيد الذي يستطيع أن يجعلهم يغيّرون رأيهم ووقف القتال (بين الفصائل الإسلامية)».

و «داعش» التي اجتذبت كثيراً من المتشددين الأجانب إلى صفوفها جماعة صغيرة لكنها قوة ذات بأس نشأت من صفوف المسلحين الإسلاميين السنة في العراق. وجلبت على نفسها استياء كثير من الناس في سورية بفرضها أحكاماً قاسية على معارضيها في المناطق التي تسيطر عليها.

وقالت مصادر قريبة من «أحرار الشام» أن السوري رفض الاقتتال بين الإسلاميين وعارض محاربة «داعش». وعيّن الظواهري السوري في تسجيل صوتي العام الماضي وسيطاً بين الجماعات الجهادية لوضع حد للاقتتال.