إعزاز، ريف حلب، سوريا، 28 فبراير، (رامي سويد، أخبار الآن)
مع غروب شمس يوم أمس الخميس بدأ تنظيم داعش بالانسحاب من بعض البلدات والقرى التي يسيطر عليها في الريف الشمالي لحلب، وذلك عقب وصول تعزيزات ضخمة جدا من جيش المجاهدين “من ثوار ريف حلب الغربي من مناطق الأتارب وقبتان الجبل ودارة عزة” إلى المنطقة.
حيث هجم مقاتلو جيش المجاهدين على بلدة ماير الواقعة على الطريق الدولي حلب-تركيا والمقابلة مباشرة لبلدتي نبّل والزهراء “المؤيدتين للنظام والمحاصرتين من قبل الثوار” الأمر الذي أدى لاندلاع اشتباكات قوية جدا ، أضطر بسببها تنظيم داعش إلى الانسحاب من البلدة.
بعد ذلك انسحب التنظيم من بلدات وقرى دير جمال وكفين ومعرستة، في الساعات التالية سمعت أصوات انفجارات قوية من مطار منغ العسكري الذي يسيطر عليه التنظيم، تبين فيما بعد أنها انفجارات ناجمة عن تفجير مسلحي التنظيم لطائرات مروحية في أرضية المطار وتفجيره معظم حظائر وأبنية المطار، في نفس الوقت قام مسلحو التنظيم بتفجير مطحنة الفيصل الواقعة قرب مدينة اعزاز والتي كانت مقرا كبيرا لهم بعد أن كانت مقرا استراتيجيا للجيش الحر منذ أشهر قبل سيطرة التنظيم على المنطقة.
فجرا بدأ انسحاب التنظيم من منطقة مطار منغ وبلدة منغ وقرى كفر كلبين وكشتعار وعين دقنة المجاورة جميعا للمطار ثم أنسحب التنظيم من مدينة أعزاز والقرى التي تقع شرقها والتي كان يسيطر عليها وهي قرى يحمول وكفرة والشيخ ريح وكفرغان وجارز وكفر خاشر والحمزات، ليكتشف السكان عدة مقابر جماعية لمقاتلين من الثوار اعدمهم التنظيم في كل من قريتي نيارة وجارز وفي مطار منغ وفي جبل برصايا “الواقع شمالي أعزاز”.
وقد كان التنظيم صادر عدة سيارات شحن للسكان في اليومين الأخيرين من مدينة أعزاز والقرى المحيطة بها، تبين فيما بعد أنه كان بحاجة لها لسحب أموال وممتلكات صادرها قبل انسحابه من المنطقة.
وصادر التنظيم عدة مصافِ نفط “محطات تكرير صغيرة” من بلدات الراعي وراعل وبحورتة بالإضافة إلى آليات ثقيلة ومعدات خراطة وعدد صناعية سحبها التنظيم إبان انسحابه بعد فجر اليوم الجمعة.
بعد انسحاب التنظيم من مدينة اعزاز وريفها بالكامل انتشر مقاتلو ألوية عاصفة الشمال والتوحيد والفتح وجيش المجاهدين في الريف الشمالي ليصبح الطريق من الحدود التركية إلى مدينة حلب تحت سيطرة الجيش الحر بالكامل من جديد.
في المقابل مازال تنظيم داعش يحتفظ بالسيطرة على الريف الشرقي لحلب وصولا إلى منطقة الباب وتحديدا إلى بلدة الراعي وقرية الزيادية التي باتت تعد آخر نقطة يسيطر عليها التنظيم غربا، مع ورود معلومات عن نية التنظيم الانسحاب من محافظة حلب بالكامل ومعلومات أخرى من داخل غرفة عمليات الريف الشمالي تقول إن تعليمات أعطيت لمقاتلي الثوار بعدم أطلاق النار على سيارات التنظيم المنسحبة من المنطقة.
جاء هذا الانسحاب قبل انتهاء المهلة التي أعطاها أبو محمد الجولاني قائد جبهة النصرة لتنيظم داعش، الأمر الذي يرجح أن تعليمات من مستويات عالية في قيادة التنظيم جاءت بالانسحاب، الذي لن يقتصر على الأرجح على مناطق الريف الشمالي لحلب بل ربما يستمر ليشمل الريف الشرقي وحتى محافظة الرقة التي تعد المعقل الرئيس له.