جنوب دمشق، سوريا، 5 مارس، (سوزان أحمد، أخبار الآن)
أتت الهدن التي تبدو هشة في بعض مناطق ريف دمشق الجنوبي بعد أكثر من عام على حصار خانق فرضه النظام السوري على تلك الأحياء، لتقدم بعض المساعدات الغذائية للسكان المحاصرين مثيرة الخلاف بينهم في الحق بالحصول على تلك المساعدات.
وكان قد قضى خلال فترة الحصار أكثر من 150 شخصا معظمهم من الأطفال والنساء نتيجة نقص الغذاء والدواء في المنطقة.
وتطبيقا لبنود الهدنة في بلدات ببيلا وبيت سحم ويلدا تم إدخال كميات محدودة من الغذاء ليتم توزيعها على سكان الجنوب المحاصر، إلا أن القائمين على التوزيع رفضوا تقديم المساعدات لأهالي السيدة زينب وحجيرة البلد والتضامن والسبينة والقدم بحجة أن مناطقهم غير مشاركة في الهدنة وفق بعض الأهالي.
ويؤكد أبو مجاهد الجولاني أحد سكان جنوب دمشق المحاصر لأخبار الآن، أن توزيع المساعدات كان يتم أحيانا بعد منتصف الليل لحرمان أهالي الجنوب “الغرباء” من الحصول على نصيب من الحصص الغذائية ولاحتكار تلك المساعدات لابن البلد.
ويتحدث أبو مجاهد بحرقة عن تجاوزات بلغت الاعتداء بالضرب والشتم على من يطلب المساعدات من خارج المنطقة: “منذ أيام تعرض رجل قدِم من السيدة زينب مع أطفاله للحصول على مساعدات من ببيلا للدفع والإهانة، حتى أن الحادثة أثارت بعض الفصائل العسكرية في المنطقة وحدث إطلاق للنار”.
هذا وتتميز المنطقة الجنوبية بوجود أطياف مختلفة من السكان، حيث تضم نسبة كبيرة من النازحين الفلسطينين وأبناء الجولان والقنيطرة إضافة إلى الفلاحين الذين هم السكان الأصليين للمنطقة.
ويتابع أبو مجاهد حديثه بغضب عن سبب منع المساعدات عن بعض الناس فيقول: “حجتهم في منع المساعدات أنها لابن البلد فقط، حتى أنهم يمنعون بيعها بأسعار رخيصة إلا لابن البلد، وقد تمادوا حين طالبوا المناطق الأخرى بمهادنة النظام للحصول على الطعام”.
في حين يرى ناشطو المنطقة الجنوبية أن عبارة “فقط لابن البلد” انتشرت بين العوام وبدأت تترسخ إعلاميا ما من شأنه الإساءة للمنطقة وساكنيها.
ويؤكد الناشط بيبرس الأبيض الذي يصف نفسه بأنه “ليس ابن البلد” أنه في حين يسود جو من التوتر بين أهالي الجنوب المرهق من الحصار، يطلب المجلس المحلي في بلدة بيت سحم 1200 سلة غذائية ليوزع 1000 منها على أهالي البلدة والباقي على أهالي المناطق الأخرى.
“من الصحيح أنه حصل بعض حالات الاعتداء بالضرب على بعض الأشخاص الذين طلبوا المساعدة وكانوا من خارج المناطق المهادنة، إلا أنها حالات فردية وأتت لضرورة حفظ النظام وضبط الأمور”، يضيف الأبيض لأخبار الآن.
في الغضون ذلك ما تزال مداخل ومخارج المنطقة الجنوبية مغلقة لليوم السابع بالرغم من أن بنود الهدنة تقضي بفتحها، باستثناء معبر بلدة بيت سحم المفتوح جزئيا.