دمشق، سوريا، 9 مارس، (جابر المر، أخبار الآن)
حظي فيلم (الملك لا يموت) لمخرجه يامن المغربي بكثير من المتابعات على يوتيوب، ومن اللافت للنظر قصته المعروفة وتوقيت عرضها مع ما يمر به السوريين.
ثمان دقائق تلخص سوريا ..
الفيلم مأخوذ عن قصة عضو الائتلاف السوري المعارض ميشيل كيلو، والتي رواها سابقا، وتقول قصة كيلو أن سجانا في فرع التحقيق العسكري تحداه بأن يروي قصة ما لطفل صغير مسجون مع أمه التي اعتقلوها رهينة عن أبوها الهارب إلى عمان لانتمائه إلى جماعة الإخوان المسلمين، فحملت الأم وأنجبت الطفل في زنازين الأسد، وعندما أراد المثقف ميشيل كيلو على حد وصف السجان أن يحكي له حكاية، لم يفهم الولد أي من مفرداتها الحياتية لأنه لم يخرج من السجن يوما، ولم يستطع التعرف على العصفور، الشجرة، وبقية المفردات الأخرى التي يعرفها الأطفال عن ظهر قلب.
يأتي يامن المغربي اليوم ليضيف إلى التحدي في أن تحكي حكاية لطفل ولد وعاش في العتمة، تفصيل آخر وهو أن ما فعله السجان هو ليثبت للمثقف أن لا شيء اسمه (كش ملك) بعد أن كاد يخسر أمامه في لعبة الشطرنج، وفي تورية عن أن السجان لا يفهم معنى أن يسقط آل الأسد، ويشبّه في فيلمه – كما حال ميشيل كيلو – الطفل بسوريا التي ولدت وعاشت في الظلمة وآن لها أن ترى النور بعيدا عن ظلم آل الأسد وفجورهم.
توقيت الفيلم ..
يأتي توقيت فيلم الملك لا يموت ليرينا صانعوه بأن الثورة متجددة، فأيام قليلة تفصلنا عن نهاية ثلاث سنين من عمر الثورة السورية، ويراهن كثير من المراقبين المتشائمين الذين ملوا انتظار نصرها على الفشل بسبب تشتت المعارضة، أو توسع دائرة الصراع وتغير أشكاله إلى كثير من الأمور السياسية التي تجعل المتشائم يشعر بأن الكفة باتت تميل إلى سقوط الثورة، أما أصحاب الفيلم فلهم رأي سوري بامتياز وهو أن الظلم مهما طال لابد وأن يبزغ فجر تعرف معه سوريا معنى الحرية كما سيعرف هذا الطفل وغيره كل المفردات التي منعها عنهم آل الأسد، فيأتي التفاؤل بمستقبل أفضل عن طريق شق عتمة الزنازين بصراخ الجلاد وصمت البطل في آخر الفيلم.