دمشق، سوريا، 15 مارس، (سوزان أحمد، أخبار الآن) –
منذ اندلاع الثورة السورية في 2011 عمد النظام السوري إلى اغتيال الشخصيات القيادية ملهبة الثورة، في محاولة لوأدها أو تحييد جماعات معينة عن المشاركة فيها، ولعل أكبر دليل على ذلك اغتيال القائد الكردي مشعل تمّو.
وتتالت بعد ذلك الاغتيالات التي استهدفت الناشطين وقادة المعارضة، فمنها ما حظي بتغطية إعلامية ومنها ما يزال حبيس الأزقة المظلمة التي شهدت تفاصيل عملية القتل.
وليس آخر هذه العمليات اغتيال الناشط أحمد العلي المكنّى بأبي جعفر، مؤسس تنسيقية التضامن ورئيس المجلس المحلي في البلدة حيث تم قتله بطلق ناري الأسبوع الفائت في جنح الظلام.
ترك العلي مدرجات الجامعة وشارك في المظاهرات السلمية منذ بداية الثورة، وانخرط بالعمل الإعلامي ثم أصبح إماما لمسجد بمنطقته في ظل الحصار كما يقول شقيقه الأكبر معن.
وفي اتصال مع أخبار الآن يتحدث معن عن ماهية اغتيال شقيقه فيقول: “ما تزال الصورة ضبابية، لا أحد يعلم حقيقة ما حدث بعد سوى أنه كان في زيارة لأحد الناشطين حيث تم اغتياله عند دوار مخيم فلسطين”.
ويضيف معن بصوت متهدج أنه قد يكون سبب الاغتيال معارضة شقيقه للهدنة وإفصاحه عن ذلك في خطبة ألقاها في المسجد، وذلك في ظل الاختراق الأمني الذي تعيشه المنطقة بعد فتح الحواجز بضعة مرات.
ويفسر معن ما حدث قائلا: “كان أحمد شابا ثقة وله صوته المسموع في المنطقة ما جعله مستهدفا، فقد أصبح كل ذو فكر وعلم مهددا في سوريا، لأن قوى الظلام باتت تستهدف مشاريع النهضة الفكرية في كل مكان بهدف قتل مستقبل سوريا”.
وفي حين باءت محاولة اغتيال نجم كفرنبل رائد فارس بالفشل مطلع هذا العام، فرضت الاغتيالات السياسية نفسها كأداة لاجتثاث الخصوم وبعثرة الأوراق في مختلف المناطق.
فقد طالت هذه الأداة الشهر الفائت الناشط السلمي بسام البصلة، وهو من يدعوه أبناء مدينته بـ “أبو الثوار” حيث تكررت تفاصيل العملية بطلقات نارية في جنح الظلام من قبل ملثمين.
ويذكر أبو خالد أحد أفراد أسرته، أن البصلة سبق واعتقلته قوات النظام مرتين من قبل وذلك لنشاطه السياسي ومعارضته لنظام القمع، إلا أنه رفض الخروج من مدينته التل في ريف دمشق حتى قتله.
“خرج لزيارة أحد الأصدقاء، وبالقرب من منزله توقف شخصان وأطلقا عليه سبع رصاصات وهربا، ثم تم نقله إلى المشفى إذ رفض أن يتكلم عن قاتله في حين كان ما يزال بوعيه.” يقول أبو خالد.
ويتابع حديثه بصوت عميق واصفا كيف حالت قوات النظام دون إنقاذ حياة البصلة، حين اعتقلت أحد الحواجز المحيطة بالمدينة الشبان الذين كانوا يجلبون أكياس الدم للمشفى لإسعافه بعد النزيف الحاد الذي أصابه.
ويختم أبو خالد حديثه لأخبار الآن بنبرة واثقة: “النظام هو المستفيد الأول من تصفية الجيل الأول للثورة، فقد سعى منذ البداية لإبعاد المفكرين لأنهم الخطر الأكبر كونهم يتمتعون بالقدرة على استنهاض الشعب وتوجيهه للعمل على إسقاط النظام”.
الناشط أحمد العلي (أبو جعفر) – مؤسس تنسيقية التضامن