اللاذقية، سوريا، 15 مارس، (لاريسا المصري، أخبار الآن) –
خرجت مدينة اللاذقية لتلبي نداء شقيقتها درعا وحصدت نتيجة لذلك دماء كثيرة هدرت في طرقات وشوارع المدينة. الثورة في اللاذقية كانت تدق أجراسها بعد يومين من انتصار الثورة التونسية، حيث قام شاب بتحطيم صنم حافظ الأسد بسوق التجار في منطقة الصليبة وذهب بعدها إلى الشيخ ضاهر مركز المدينة محاولاً تحطيم الصنم الكبير فتم اعتقاله قبل أن يستطيع الوصول إليه.
تاريخ الثورة المغيّب ..
بدأت عبارات الحرية تملأ جدران اللاذقية وتمت إقالة مدير مدرسة شكري حكيم بعد كتابة طلاب المدرسة عبارات الحرية على جدرانها، وبدأت بعض التحركات في بعض المناطق يومي 20-21/3/2011 حيث أطلق النظام خلالها حملة من الشائعات بأن ما حدث كان نتيجة احتكاك بين جمهوري فريقي حطين وتشرين بسبب مباراتهم القادمة. وفي جمعة العزة 25/3/2011 قاطع المصلّون إمام جامع خالد بن الوليد بهتافاتهم للحرية ودرعا لتنطلق مظاهرة حاشدة على طريق الحرش وحي السكنتوري وامتدت لتملأ شوارع المدينة حتى منطقة الشيخ ضاهر مركز المدينة، وقد حاول المتظاهرون حينها تحطيم صنم حافظ الأسد واستشهد خلالها اثنان من المتظاهرين منهم (مصطفى بيازيد) بعد إطلاق الرصاص من مخفر الشيخ ضاهر.
القمع والتشبيح .. والمجازر
بدأت هجمات الأمن والشبيحة على الأحياء الثائرة مترافقة مع تكسير عدد من السيارات والمحلات. وفي حي القلعة هجم الشبيحة مستعينين بتركسات مديرية الزراعة. وفي تشييع شهداء يوم الجمعة في حي الشيخ ضاهر قوبل المشيعون بالرصاص من مبنى الشرطة العسكرية وتم إحراق المعهد الفندقي من قبل الشبيحة الذي كان سيتسبب بحريق عدد من الأبنية السكنية. تلاه في 27/3/2011 دخول قوات النظام إلى المناطق الثائرة.
وبعد خطاب بشار الأسد الأول خرجت مظاهرة للتنديد بخطابه فأحاطت بهم قوات النظام وانضمت إليها مظاهرة انطلقت من الرمل الجنوبي وحين التقائهم عند دوار المحطة أطلق الجيش النار عليهم من الخلف وسقط عشرات الشهداء والجرحى وتم اعتقال المئات.
تلا ذلك العديد من المظاهرات والاعتصامات التي أعلنت دخول اللاذقية في صورة الكرامة مترافقة مع المزيد من الشهداء والمعتقلين. وحتى الشهر السادس من عام 2011 تصدر المشهد حي الرمل الجنوبي بالرغم كل المعوقات التي فرضها النظام عليه فكان الرد بالقصف من زوارق النظام الحربية على الحي، سقط خلالها عدد كبير من الشهداء والجرحى، ترافق ذلك مع شن الشبيحة هجوما واسعا على باقي المناطق الثائرة وكانت الحصيلة أعدادا هائلة من الشهداء والجرحى، منهم من استشهد في المعتقلات تحت التعذيب (إسماعيل جميل زرطيط) ومنهم من سقط بنيران قوات لانظام (نعيم سبع الليل) كما استشهد أطفال الدكتور المعتقل “محمد طايع” الأربعة إثر إحراق الشبيحة البيت.
حدثت عدة مجازر في المناطق الثائرة من اللاذقية بعضها لم يذكر في الإعلام وكان أكثرها دموية “مجزرة دوار محطة القطار” بتاريخ 30/3/2011 ومجزرة جمعة الصمود بتاريخ 8/4/2011 ومجزرة أحد الجلاء في 17/4/2011 ومجزرة جمعة العشائر في 10/6/2011 والهجوم الوحشي على اللاذقية وبالاخص منطقة الرمل الجنوبي الذي بدأ في 13/8/2011. بعدها تهجر شباب المدينة واضطروا للنزوح والفرار من بطش واعتقالات النظام التي طالت أعداداً كبيرة من الناس منهم الناشطة (فاطمة سعد) التي تم اعتقالها من داخل بيتها وغيرها الكثير من الناشطين والناشطات إلى أن بثوا الرعب في من تبقى من الناس في المدينة المحتلة إلى الآن.