عرسال، لبنان، 19 مارس، (مالك أبو خير، أخبار الآن)

“صاروخ أو برميل أو قذيفة مدفعية أو نيران طائرة كل عشر دقائق كانت تسقط فوق رؤوسنا، نيران كالجحيم كانت قوات النظام ترميها علينا وكأننا لسنا سوريين، وعندما يهبط منزل فوق رؤوس ساكنيه قد لا نستطيع الذهاب إليهم وإنقاذهم، حقد كحقد المغول كانوا يحاربوننا ولا نعرف السبب سوى أن رفضنا الخروج من أرضنا ومنازلنا”، يقول أبو محمد الخارج مؤخراً من مدينة يبرود بعد سقوطها بأيدي قوات النظام السوري وحزب الله اللبناني. يكمل أبو محمد حديثه فيقول:” قبل السقوط بيوم واحد طلب الثوار منا الخروج لكون الوضع بات صعباً، حيث باتت النيران لا تتوقف فوق منازل من تبقى منازل المدينة”.

في إحدى الخيم وصلت عائلة من يبرود مكونة من ستة عشر فردا أم وأولادها الأربعة ومعهم أقاربهم، أم منير تحدثت لأخبار الآن عن نزوحها فتقول:”قبل سقوط المدينة بثلاثة أيام ارتفع معدل القصف إلى أعلى درجاته، حيث كان هناك قصف كل عشر دقائق فكنا ننتظر انتهاء الغارة حتى نخرج سريعاً من المنزل لجلب  الأغراض قبل أن نعود مسرعين في حين أن المشافي الميدانية باتت السيارات غير قادرة على الوصول اليها نتيجة استهداف الطيران لها ولأي سيارة عابرة”.

عند النزوح حديث آخر حيث تتكرر نفس التفاصيل التي اعتاد النظام استخدامها، حقد يصبه على كل السيارات العابرة فالطيران المروحي تحديداً كانت مهمته قصف كل السيارات التي تحوي لاجئين وحتى إطلاق النار على المدنيين الذين يسيرون على الإقدام وكأنهم أهداف عسكرية. هادي اليبرودي كما أراد تسمية نفسه وصل إلى عرسال ومعه 3 من أطفاله جرحى نتيجة تعرض سياراتهم للقصف من مروحية النظام يقول:” بقيت الطائرة تلاحقنا حتى خرجنا من قرية فليطة حيث اعتقدنا ان الطيارة لم تعد تلاحقنا، وتابعنا السير بهدوء في الليل من دون استخدام الاضاء في الطريق خوفاً من يتم رؤيتنا وقصفنا، كان معنا في سيارة ( بيك أب ) حوالي 14 عشر طفلاً بينهم   أطفالي الستة، وثلاث نساء وعجوز، وعند وصولنا على أبواب جرد عرسال بدأت النيران تأتي مستهدفة سيارتنا من كل جانب فقتلت مرأة والعجوز في حين تعرض الأطفال لإصابات تتراوح بين الخطيرة والخفيفة ومنهم أطفالي وتم معالجتهم فور وصولهم إلى مشفى عرسال الميداني”.

أما أبو العبد فقصته مختلفة تماماً، فقد خسر منزله واولاده وزوجته وأمه في ليلة واحدة بعد سقوط برميل متفجر على منزله حيث كان سقوطه نهاية لحياته الأسرية:” في الأيام الأخيرة ما قبل السقوط بدأ القصف بشكل جنوني حاقد وكأنهم يقولون لنا إما السحق والموت وإما الاستسلام، فمنذ الصباح وحتى المساء القصف لا يتوقف ولدرجة وصلت انه كل عشر دقائق يسقط صاروخ أو قذيفة، حقد لم أشاهد مثله من قبل، لو رميت هذه القذائف على جبهة الجولان لكنا استرجعتاها، اقسم بالله أنني اشعر أن من حاربنا ليس بسوري هم عبارة عن قتلة مجرمين تريد قتل كل السوريين وليس المعارضين لنظام الأسد وإنما من يقف معهم أيضاً في حال فكر بالوقوف بوجههم”.