دبي، الامارات العربية المتحدة، 19 مارس 2014، (غيداء فاروق، أخبار الآن) –
ثلاث سنوات لربيع يمني سرق منذو بداياته ،ثلاث سنوات حولت اليمن الى بلد اكثر فقرا وجهلا و تطرفا وصولا الى مشارف حرب أهلية تقرع أبواب صنعاء في ظل غياب الدولة و انتشار السلاح و القتل الممنهج للجيش .
جنوب اليمن بقيادة الحراك المسلح يسعى الى الانفصال و يرفض مخرجات الحوار الوطني متمثلة بدولة الاقاليم التي لا يعترف بها الجنوبيون و يؤكدون على حقهم في تقرير مصيرهم و المطالبة بالانفصال و العودة الى ما قبل وحدة ١٩٩٠، الوحدة لا تكون بدماء أبنائنا و استباحة أراضينا و تهميشنا على مدى العشرين عاما المنصرمة من قبل نظام المخلوع صالح هذا هو لسان حال أبناء جنوب اليمن ..
ولم يتوقف نصيب الجنوب عند هذا الحد الذي اصبح اليوم المركز العالمي لنشاط تنظيم القاعدة و الذي يراه المراقبون كأحد مخرجات نظام المخلوع صالح بعد عودتهم من أفغانستان والسماح لهم بمتابعة نشاطهم و توسيع نفوذهم الى حد اعلانهم لاماراة تابعة لهم في الجنوب مقابل استخدامهم في معاركه الداخلية عدا عن كونهم ورقة ضغط على الدول المجاورة لإبقاء مساعداتهم المادية ..
و بالعودة الى شمال اليمن نجد الصورة مقاربة و ربما اكثر قتامة فالحرب تشتعل رحاها بين التجمع اليمني للإصلاح الذي كان حليف المخلوع على مدى فترة حكمه و شريكه في حرب الانفصال ١٩٩٤و التي استخدمت فيها الفتوى الدينية في أسوأ صورها للتنكيل بأبناء الجنوب و جماعة الحوثيين الممولة من ايران و التي تمتلك كل انواع السلاح المتوسط و الثقيل و تسيطر على الشمال الزيدي و تسعى لبسط سيطرتها على اكبر مساحة جغرافيا ممكنه من اجل نفوذا اكبر في دولة الاقاليم المستقبلية .. و الحوثيين هم الخطر القادم على الدولة اليمنية بما يحملونه من فكر مذهبي مريض يسعى للقضاء على كل ما هو مختلف بالاضافة لكونه يستند على عودة الإمامة الرجعية و حصر الحكم في ال البيت فهم النسخة اليمنية لحزب الله و برعاية إيرانية تسعى عن طريقهم الى زعزعة الأمن و الاستقرار في اليمن وصولا الى دول الجوار على اعتبار ان اليمن هي بوابة الجزيرة العربية ..
و اليوم طبول الحرب الأهلية تقرع أبواب صنعاء ،انها المعركة الأهم معركة المصير معركة السيطرة على صنعاء ،فهل تنجو اليمن من أتون حرب أهلية ان اندلعت قضت على بقايا دولة تحتضر ..