دبي، الامارات العربية المتحدة، 20 مارس 2014، (غيداء الفاروق، أخبار الآن) –
اظهر الحوثيون منذ بداية حركتهم مقدرة على ممارسة نوع من البراغماتية الغير مألوفة عن الجماعات الدينية التقليدية في تحالفتهم وتسويق مشروعهم الفكري و السياسي و كان اكبر نجاح إعلامي حققوه هو نجاحهم في كسب تعاطف جزء كبير من القوى اليسارية و العلمانية و الليبرالية على اعتبار انهم اصحاب مظلمة .
و لم يدرك الحوثيون ان تمسكهم بالسلاح لفرض سيطرتهم لم يكن الخيار الأكثر ذكاءً بعد ثورة ٢٠١١ التي اجتاحت اليمن و أطاحت بنظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح.
الحوثيون ليسوا حالة خلقت من الاضطراب العام الذي يعيشه اليمن و وصولهم الى مشارف صنعاء لم يكن سابقة ،عشر سنوات وسبعة حروب شنت على الحوثيين من قبل الجيش
قضت الحرب الاولى على نواة التنظيم و قتل مؤسسها حسين بدر الدين الحوثي. لكن سياسة علي عبدالله صالح هي من عبدت الطريق لهم عن طريق شن حروب متتالية لإضعاف الجيش الوطني مقابل صناعة الجيش الموازي للحرس الجمهوري و تقوية الحوثيين لضرب خصومه السياسيين في الداخل.
و شكلت ايران منذو البدايات الداعم الرئيس للحركة الحوثية و صممت استراتيجيات اكثر فتكاً من الحروب المسلحة، اعتمدت على تفتيت الوضع الاجتماعي و أضعاف المؤسسة العسكرية و النفاذ اليها مع توسع تدريجي و حذر على الارض مع كل حرب كنسخة جديدة لحزب الله اللبناني في شمال اليمن على التوازي مع الحراك المسلح في الجنوب بقيادة نائب الرئيس السابق علي سالم البيض الموجود تحت حماية حزب الله في لبنان ليكون النسخة الجنوبية من الحركة الحوثية ليشكلا فك الكماشة التي تعصف بأمن و استقرار اليمن كجزء من المشروع الإيراني الأكبر لزرع الطائفية و المذهبية و تدمير المنطقة في مشروع مذهبي يهدف للقضاء على الأمة .