كسب، اللاذقية، سوريا، 30 مارس، (جمال الدين العبد الله، أخبار الآن) –

منذ سيطرة الجيش الحر على مدينة كسب الاستراتيجية لم يتوقف طيران النظام عن قصف المدينة ومحيطها .. القصف لم يستثن الغابات التي اندلعت فيها حرائق كبيرة مخلفة خسائر كبيرة في الاشجار .. ويعَمْد النظام الى هذا الاسلوب كوسيلة ضغط على االمواطنين الذين يدعمون تحركات الثوار في جبل التركمان. مراسلنا جمال الدين العبد الله والتفاصيل

الى وقت ليس ببعيد، كان مشهد الغابات هذه يثير إعجاب السّواح الذين يقصدون مصيف كسب، كيف لا وقد كانت تتكاتف مشكلة بظلها، فيئً يستجم به القاصي والداني، بعد سيطرة الثوار على عدة مناطقٍ في جبل التركمان، لم يتمالك النظام اعصابه إزاء ذلك، فقام بإمطار هذه الغابات بوابل من القذائف والصواريخ، محوّلا إياها الى اطلالٍ، يذكره اهل المنطقةِ بحسرة الثوار ومن تبقى من الاهالي في جبل التركمان يهرعون الى المكان الذي ينشب فيه الحريق فور وقوعه، محاولين إطفائه بما توفر من سبل.

يقول أبو خالد المقاتل في انصار الشام: “الجيش يتخوّف من التسلل ويقوم بحرق وقطع الغابات، ونحن إن شاء الله سوف نعود ونرمم ونعيد الزراعة من البداية وكلما شبَّ حريق نقوم بالستعانة بالأنهار والينابيع او نقطع الأشجار المحترقة لتخفيف الحرائق التي تحدث في الغابات”.

بعد خروج هذه المنطقة عن سيطرة النظام توقف عمل المخافر الحراجية وابراج مراقبة الحرائق، امرٌ ينذر بوقوف هذه الغابات على حافة الهاوية، فالقصف الذي لم يستثني البشر ولا الحجر بات اليوم مقصده حرق هذه الغابات كوسيلة ضغط على االمواطنين الذين يدعمون تحركات الثوار في جبل التركمان.

من جانبه يقول أبو مصطفى أحد أهالي كسب: “نحن لا نعمل الا بالزراعة ونأكل مما نزرع، لسنا موظفين وليس لنا أي علاقة بالدَّولة، لم نشعر الا والقصف اليومي علينا، وحرق لنا الجبال ولم يتبقَّ الا عدد من الأشجار، قبل أيام النظام كنا إذا قطعنا شجرة واحدة للتدفئة نحاكم ونسجن من ثلاثة أشهر إلى ستة أشهر أو نلجأ للرشوة بألف ليرة، والنظام الآن قام بحرق كل الغابات فمن سيقوم بمحاسبته؟”.

اسلوب انتقامي يستخدمه النظام اذاً، فعجزه عن مواجهة الثَُّوار في هذه المنطقة الجبليَّة دفعه لفقدان السيطرة على أعصابه، فعمد الى اعتبار جبل التركمان كاملا منطقة مستهدفة من قِبل مدفعيته دون مبالاته بمصير هذه الأشجار.