ريف اللاذقية، سوريا، 31 مارس، (رامي سويد، أخبار الآن) –
لليوم السابع على التوالي استمرت محاولات قوات النظام الهادفة لاستعادة المناطق التي تمكنت كتائب الثوار من السيطرة عليها ضمن المعركة التي أعلن عنها في وقت سابق تحت اسم معركة الانفال، إذ أن قوات النظام حاولت اليوم التقدم على محور البدروسية المشرفة على مرصد الـ45، إلا أن قوات الثوار تمكنت من صدها وإيقاع خسائر كبيرة في صفوفها، وصلت بحسب مصادر من كتائب أنصار الشام إلى ثلاثين قتيلا في صفوف قوات النظام.
إثر المقاومة الكبيرة التي اظهرها الثوار على هذا المحور حاولت قوات النظام الالتفاف على مرصد الـ45 الذي يسيطر عليه الثوار من خلال التقدم وسط الغابات التي تقع بين مرصد الـ45 وبلدة قسطل معاف، جرت اشتباكات عنيفة تمكن الثوار على أثرها من أجبار قوات النظام على التراجع مجددا.
في نفس الوقت يواصل النظام حشد قواته في المنطقة المقابلة لمنطقة جبل الأكراد، وتحديدا في مرصدي انباتة والنبي يونس الاستراتيجيين، حيث تتحدث معلومات من المنطقة عن حشد قوات النظام آلاف المقاتلين هناك وتشكيل غرفة عمليات موحدة في قرية عرامو القريبة برئاسة العميد سهيل الحسن ومعراج أورال “المعروف باسم علي كيالي” الذي يحمل الجنسية السورية ويقود مليشيا “المقاومة الشعبية السورية لتحرير لواء اسكندرون”.
المعلومات القادمة من المنطقة تفيد بأن قوات النظام تحضر لهجوم كبير على منطقة جبل الأكراد، فيما يبدو أنه نوع من الضربة الاستباقية لكي لا يتجرأ الثوار على التفكير بمهاجمة مرصد النبي يونس أهم المراصد التي تحمي المناطق التي تعتبر الحاضنة الشعبية الأكبر لنظام الحكم في سوريا، إذ ان مرصد النبي يونس يبعد 8 كلم عن مدينة القرداحة ويشرف على مدن اللاذقية وجبلة وأريافها.
في المقابل تواصل الأرتال القادمة من حلب وادلب تعزيز صفوف الثوار في قرى وبلدات سلمى ودورين والمريج ووادي شيخان والوادي اﻷزرق ومجدل كيخيا وبرج القصب وغمام، في تحضير مقابل لها لما يبدو انها المعركة الكبرى القادمة في المنطقة.
حيث أن مناطق جبال الأكراد المذكورة والتي يسيطر عليها الثوار منذ أكثر من سنة ونصف تعتبر ملامسة تماما لمناطق الحاضنة الشعبية الاساسية للنظام السوري، على عكس مناطق جبل التركمان التي يسيطر عليها الثوار والتي تلامس ديموغرافيا مناطق حاضنتها الشعبية غير موالية للنظام بشكل كامل “كمنطقة كسب”، بالتالي ربما يعتبر النظام السوري الدفاع عنها أولوية من الدرجة الثانية في مقابل الدفاع عن منطقة القرداحة وريف جبلة.
في نفس السياق يسعى النظام السوري من خلال حشده لقوة كبيرة في المراصد المواجهة لمنطقة جبل الأكراد إلى إشغال قوات الثوار التي استطاعت الحفاظ على النقاط التي سيطرت عليها في منطقة كسب وريفها، واستطاعت التقدم إلى مرصد الـ45 وقريتي تشالما والنبعين ليصبح الطريق مفتوحا بالنسبة لها باتجاه بلدة البدروسية.
على صعيد آخر استمرت حالة الاستنفار في مدينة اللاذقية واستمرت عمليات تجنيد وارسال المقاتلين منها باتجاه الجبال التي تشهد في الايام الاخيرة المعارك الاقوى منذ انطلاق الثورة، حيث تحدثت ناشطون من المدينة عن تطوع طلاب جامعيين في جامعة تشرين من أبناء الطائفة العلوية في صفوف قوات الدفاع الوطني وتوجههم للقتال فورا في جبال كسب.