ويضم الفريق ثلاث شبان من ليبيا وعازفة َ الهارب harp الفرنسية Maya التي جاءت إلى ليبيا لدراسة الموسيقة الشرقية والأمازيغية. ويُدرك أعضاء الفريق أن أغنياتهم ربما لا يكون لها مكان في ليبيا في الوقت الراهن وسط المشاكل السياسية والأمنية وأعمال العنف المنتشرة على نطاق واسع.
بعيدا عن عيون الناس، يتدربون في زاوية نائية يتحاشون فضول الرقيب، آلاتهم الموسيقية لا يتجرأون على حملها أمام الناس، أما أغانيهم فقد كتب لها أن تكون خلسة وليس في العلن. هؤلاء هم أعضاء الفريق الموسيقي الليبي OUT OF THE OPEN الذي ينم اسمه عن رغبة صريحة في التعبير علنا من خلال الفن.
قال فؤاد المرقليتلي مغني الفريق ومؤلف أغنياته: “صعبة شوية بأنك أنت تتعلم أو تعزف حفلات موسيقى إلا إذا كنت تعرف الناس اللي هم ممكن يوصلوك للحاجة هذه.. اللي هم تبع الدولة.” وأضاف “فكرة تشكيل الفرقة جاءت.. في قسم الموسيقى في طرابلس اللي هو كان اسمه الفجر الجديد.. ستوديو كبير كان.. توا غيروه القسم تاع الموسيقى. فتلاقيت أنا وعصام الدهماني اللي هو عازف الباص عندنا في الفرقة.”
الفريق اللليبي الذي يسعى لإثبات وجوده في بلد شهد مرحلة من الغبن الفني، ويشهد حاليا مرحلة من التوتر الأمني، يسعى إلى تقديم فن مختلف أمام الجمهور ويأمل في السفر إلى الخارج للاشتراك في مهرجانات فنية.
بدوره قال عازف جيتار الباص في الفريق عصام الدهماني: “نغني على اللي صاير.. نغني على الموجود.. نغني عن الحاجة اللي حاسينها وعارفين موجودة ولا لأ.. ما نغنوش أغاني زي المعتادة اللي الناس عارفاها”.. وأضاف الدهماني: “توا موجودة لكن ما بتقدر تعزف. ما بتعرف ما بتقدر تروح بالآلة أو العازف تاعي بالسيارة يوقفوني ممكن يأخذوها. الصعوبات موجودة لكن تغيرت الصعوبات عن زمان وهلأ”.
بكلمات بسيطة وموسيقى أبسط، يعبر فريق OUT OF THE OPEN من خلال أغنياته عن مشاعر الغضب والاستياء من الظروف الراهنة التي تشهدها ليبيا بعد الثورة.. واقع يضرب بآمال هؤلاء الموسقيين ويجعل امكانية إيصال أغنياتهم الى اكبر عدد ممكن من الجمهور الليبي يبقى امرا صعبا وسط المشاكل السياسية والأمنية وأعمال العنف المنتشرة على نطاق واسع.
في السنوات الثلاث الماضية، عقب سقوط نظام الطاغية شهدت ليبيا ظهور العديد من المواهب الفنية التي ظلت مختفية عن الأنظار في عهد القذافي، وتحاول حاليا إيجاد فرصة للمشاركة في الحياة اليومية بمختلف مجالاتها.