حلب، 3 ابريل، (رؤى شواخ – أخبار الآن)–
مراسلة أخبار الآن “رؤى شواخ” نقلت لنا هذه الصورة عما يجري داخل صفوف إنتظار الخبز أمام الأفران في حلب.هنا في المناطق القليلة التي ما زالت تقع تحت سيطرة النظام في حلب، يعتبر الحصول على “ربطة” من الخبز أشبه بالحلم.حيث ينبغي على من يرغب برغيف الخبز أن يستيقظ في الساعة الرابعة فجراً، ليذهب الى الفرن ويقف هناك منتظرا في طابور يجمعه مع المئات من المنظرين مثله ليحصل على رغيفه عند الظهيرة بأفضل الأحوال.
عند الساعة السابعة صباحاً في مشهد يومي متكرر يكون المئات من الرجال والنساء قد إصطفوا في صفيّن منفصلين منتظرين دورهم في الحصول على “ربطة” الخبز الواحدة.حيث لا يحق للشخص بأكثر من ذلك.ولذا فإن أغلب العائلات التي لا تكفيها كمية الخبز هذه يتحتم على أفرادها جميعهم الإستيقاظ مبكرا للحاق بالطابور وذلك بغية حصولهم على الكمية التي قد أو لا تكفي جميع الأفراد.
وعادة ما يكون طابور النساء أقل عددا و إزدحاما فيلجأ بعض الأهالي الى احضار زوجاتهم او بناتهم للوقوف بطابور النساء علّهم يوفرون ساعة أو ساعتين من الانتظار فيجلس الرجال ليرتاحوا بعد طول إنتظار بينما النساء مصطفات على الطابور الخاص بهن.
تجارة الوقت
وفي داخل هذه المعاناة الطويلة للحصول على الخبز، نشأت تجارة بين فئة من الأطفال والنساء المعوزين.الذين أصبحوا يأتون الى الفرن باكرا، يقفون لساعات منذ الصباح وينتظرون دورهم.وعند حصولهم على “الربطة” الثمينة يقفون على قارعة الطريق ليبيعوها لمن قد يكون أوفر حظا منهم فيجنون في النهاية حوالي الـ 100 أو 150 ليرة سوري أي ما يقل عن دولار واحد.وذلك لقاءً للساعات الطويلة من الإنتظار التي وفروها على المشتري.
يقف الأطفال وكل في يده “ربطته” التي إنتظر ساعات للحصول عليها.فيعرضها للبيع على الطريق العام، ليمر أحد أصحاب السيارات في المدينة و يشتريها منه ويعود الطفل ليقف في طابور الخبز من جديد.
هذه المرأة يقف أطفالها في طابور الخبز منتظرين حصولهم على الخبز بينما تقوم هي ببيعه جالسةً على الرصيف لتطعم أطفالها.
هناك استثناءات..
بين الحينة والأخرى لا بد و أن يحضر أحد أفراد الشبيحة.فيصمت جميع المنتظرين ناظرين إلى عنصر “الأمن” هذا وهو يتجاوز كل الواقفين على الطابور قبله دون أن يجرأ أحد على محادثته، فيأخذ من الخبز ما يحلو له.يستخدم ما يريد ويبيع ما تبقى للتجار.
ففي مشهد يومي أيضا على أبوا الأفران يجتمع الكثير من الشبيحة ليأخذوا الخبز ويتاجروا به أمام أعين مئات المنتظرين الذين توقف دورهم نهائياً.واذا حدث أن تمتم أحدهم بصوت مرتفع فسيتعرض للضرب أو الشتم بأفضل الأحوال.
فجأة ينتهي الطحين المخصص للفرن وينتهي البيع وينصرف المئات من المنتظرين خائبين ليعاودا تجربة حظهم في اليوم التالي.