تونس، 9 أبريل 2014، رويترز –                                                                             

تتميز واحة قابس البحرية في تونس ببيئتها الطبيعية الفريدة وبالتنوع النباتي والحيواني الكبير فيها. وتبذل قابس مساعيَ حثيثةً للانضمام إلى قائمة الأمم المتحدة لمواقع التراث الطبيعي العالمي، لكن البيئة الطبيعية في واحة قابس تواجه تهديدا خطيرا من المد العمراني والصناعي في المنطقة.

كانت واحة قابس الطبيعية قبل 50 عاما تشغل مساحة 1000 هكتار تقريبا يضاف إليها مساحات عُمرانية وسكنية ما بين 200 و300 هكتار. وباتت مساحة الواحة الطبيعية اليوم لا تزيد على 200 هكتار. 

وقالت باحثة في الجغرافيا تدعى إيرين كاربنتييه “كانت الواحة تروى بمياه نحو 450 عينا طبيعية لم يعد أي منها موجودا اليوم. الواحة تروى اليوم عن طريق الحفر. الصناعة بدأت الحفر هنا في السبعينات عندما أنشئت شركة للكيماويات وحفرت في تلك العيون الطبيعي وسحبت كل المياه. لذلك دعت الضرورة إلى مزيد من الحفر لمواصلة الري في الواحة.”

 وكانت المنطقة قد شهدت في السبعينات إنشاء مصنع لتكرير الفوسفات اتسع نطاق عمله بوتيرة سريعة بعد ذلك. ويقول المسؤولون المحليون إن السلطات اضطرت لإصدار تراخيص لبناء المساكن في الواحة تحت ضغط من المواطنين.

 وقال فتحي بالرابح معتمد مدينة قابس الشمالية “أجبرت هذه الإدارات تحت الضغط على مد التراخيص هذه نظرا لأن أصحابهم يدَعون أنهم حالات اجتماعية من حقهم أنهم يتحصلوا على التراخيص هذه. صار صحيح إعطاء عدد من التراخيص ونستطيع أن نقول كم كبير من التراخيص. وهذا اللي برر الطفرة اللي عرفتها البناء داخل الواحة خاصة من بعد الثورة.”

 لكنه أضاف “ثمة بناءات الآن بصدد الإنجاز. البناءات هذه صدر في بعضها قرارات هدم وموجودة وستطبق إن شاء الله.” وتطل قابس على الخليج الذي يحمل نفس الاسم وتبعد نحو 400 كيلومتر عن العاصمة تونس وفيها عدد من المنشآت الصناعية منها مصانع للبتروكيماويات ومصاف لتكرير النفط.