تونس،13 ابريل 2014،ايناس بوسعيدي، أخبار الآن –
استفحلت ظاهرة تعاطي المخدرات في تونس بعد الثورة وباتت تشمل فئات عدة بما فيها الأطفال والفتيات خاصة في المناطق الفقيرة والمهمشة: حشيش وحقن وطرق أخرى يستعملها الشبان في تجربة تبدأ بمزحة وتكون نهايتها الإدمان والهلاك.
التفاصيل في تقرير مراسلتنا ايناس بوسعيدي
التقيناهما صدفة في أحد أوكار تعاطي المخدرات، اعتقدنا أن الطرد سيكون مصيرنا ولكننا تفاجئنا بإصرارهما على التصور ونقل مأساتهما مع الإدمان عبر كاميرا أخبار الآن.
يقول شاب مدمن:
“كما ترين كل يوم أحقن اربع أو خمس مرات عندما أحقن نفسي أرتاح نفسانيا لأنني عندما لا أحقن أصبح مريضا وأقوم بتصرفات غير ملائمة وأتحرك بصعوبة أرجو من الله سبحانه وتعالى أن يشفيني من هذه الآفة لأنها مرض لأول مرة عندما تجربها تحس بالنشوة والانتعاش ولكن بعد شهر او شهرين عندما تحاول التخلص منها لا تستطيع”
هنا في أحد الأحياء الشعبية تنتشر حقن الموت شبان دمرت حياتهم بالكامل جسد نحيف ونفسية منهارة ولا تفكير سوى في كيفية توفير سعر الحقنة القادمة,
يقول شاب مدمن
“بلغت حدّ سرق عائلتي من أجل توفير سعر الحقنة…..
أماكن مهجورة كهذه باتت مرتعا ووكرا للمدمنين الذين زاد عددهم بصفة كبيرة بعد الثورة في ظل ما عاشته البلاد من انفلات أمني نقص في مراقبة الحدود
تقول سناء حقي: اخصائية نفسية بالجمعية التونسية للوقاية من تعاطي المخدرات
“تنتشر بصفة عامة أكثر في المناطق الشعبية والمهمشة لأن البطالة والفقر هي من العوامل الاجتماعية المهمة التي تؤدي إلى الإدمان، هناك نساء ورجال وفئات عمرية مختلفة من 12 سنة ومراهقين وهناك ايضا في صفوف الكهول من 50 سنة لكن فئة لديها المخدر الخاص بها.”
بعض الناجين من هذه الآفة حدثونا عن تجربتهم:
يقول مدمن سابق
“تعرفت على شخص كان يضرب الحقن في محيط المعهد وبت أتعامل معه ، كنت استعمل مرة في الاسبوع ومن ثمة مرتين ثم يوم بعد يوم إلى ان كبرت تجربتي وأصبحت أستعمل كل يوم، بالنسبة للأسعار كانت رخيصة الحقنة بعشرة دنانير ولكن تطورت فيما بلغت حد 200 دينار”
تجربة أولى، فثانية، فتعود، فإدمان خطوات بسيطة أدت بهم إلى الهلاك ما دفع بعضهم الى التطوع من أجل إنقاذ غيرهم,
يقول مدمن سابق
نزعته من رأسي منذ سنة 2009 والحمد الله وأنا الآن أبحث عن أشخاص آخرين حتى أنقضهم كما أنقضت نفسي”.
اكثر من مائة الف تونسي يتعاطون المخدرات وفق احصائيات غير رسمية ولكن الرقم وفق البعض أكبر بكثير في ظل تفشي الظاهرة في مناطق عديدة وفي سرية تامة
الأستاذة فتحية السعيدي أستاذة علم الاجتماع النفسي