بابولين، ريف إدلب، سوريا، 13 ابريل، (علي أبو المجد، أخبار الآن) –
مع مجمل هذه التطورات العسكرية التي يشهدها ريف إدلب الجنوبي، يستذكر أفراد الجيش الحر وأهالي المنطقة اليوم المجزرة التي شهدتها بابولين إثر التفاف قوات النظام على الثوار وقتلهم العشرات. تفاصيل هذه الذكرى مع مراسلنا علي أبو المجد.
حصري – بابولين
تقرير علي أبو المجد
الملازم وسيم أبو طه – قائد كتيبة طريق الموت
هي ذكرى مجزرة بابولين، اثر التفاف نفذته قوات النظام على الثوار المرابطين لفتح طريق الامداد الى معسكري وادي الضيف والحامدية، قتلت حوالي 120 فردا منهم وظهر فيديو على اليوتيوب.
يظهر الجثث المحروقة، ويفصل بين سيطرة الجيش على بابولين وبين تحريرها سنة هجرية كاملة وبنفس اليوم اما على التاريخ الميلادي تحررت بتاريخ 4-4-2014، واول مكان زاره الملازم وسيم بعد تحرير بابولين وصهيان هو المكان الذي اصيب فيه هو ورفاقه لكنه لم يجد أي اثر لهم.
بخطىً بطيئة جمعتِ الحزنَ مع الفرح، يبحثُ الملازم وسيم عن أي أثرٍ لأفراد مجموعته، كان قد فقدهم في هذا المكان العامَ الماضي، إثر مجزرةٍ مروعةٍ ارتكبتها قواتُ النظام في بابولينَ وما حولَها، وأودتْ بحياة حوالي مئة وعشرين عنصرا من الثوار وهم من أُطلقَ عليهم حينها (شهداءُ الالتفاف).
يقول الملازم وسيم أبو طه قائد كتيبة طريق الموت: “الخناق الذي أطبقناه على النظام على طريق الموت هو ما دفعه لاتباع خطة جديدة استطاعت قواته من خلالها التسلل ليلا الى نقطة رباطنا، لينصب كمين لنا في نقطة صهيان الشرقية والتي كانت مسماة في ذلك الوقت بـ (درعا)، بعد ذلك تراجعنا الى هذا الوادي ومن ثم الى الضهرة فأصبحنا اكثر وضوحا عليهم فاستهدفونا بقذائف الدبابات والأر بي جي، نحن كنا سبعة اشخاص وثلاثة في سيارة الصحية حيث تصوبنا جميعا، أصبت باربع رصاصات، ثلاث رصاصات في القدمين ورصاصة باليد، زحفت حوالي 500 متر حتى تم اسعافي على
دراجة نارية، ومن ثم تم اسعافي بسيارة”.
وتعود هذه الصورُ للعامِ الماضي اثناءَ اعدادِنا تقريرِاً عن طريق الموت، حيث التقينا بعضَ هؤلاءِ المقاتلين، فمنهم من نجا من المجزرة ومنهم من لم تكتب له النجاةُ فكان في عدادِ الضحايا كمصطفى التركماني الذي انشق عن إحدى حواجزِ النظام وانضم الى كتاثبِ الثوار.
وتمضي سنةٌ كاملةٌ ويأتي الربيعُ من جديد وجَرحُ المجزرة لم يلتئم، حتى يبدأ الثوارُ معركةً جديدة بقيادة الملازم وسيم لتحريرِ بابولينَ ، فالثأرُ لرفاقِ الدرب لازال حاضراً في نفوسهم وهو الشيءُ الذي زاد من عزيمتهم واصرارهم على القتال، وذلك ما دب الخوفَ والرعبَ في قلوب الجُناةِ لتكون بعد ذلك الهزيمةُ مصيرَهم، وتختلط دموعُ الفرح بصرخاتِ النصر.