أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (نيسان أحمدو):
تحمل الفنون التي أبدع في تشكيلها السوريين رسالة الثورة والوجه الجميل لسوريا، بعض هذه المبادرات لازالت تنتج وبعضها توقف لأسباب مختلفة.
• مصاصة مته
في بداية الثورة قامت فرقة من الممثلين النشطاء بتشكيل فرقة سموها مصاصة مته، أعادت مصاصة مته مسرح الدمى إلى الحياة والذي اشتهر من شخصياته تاريخيا كراكوز وعواظ. ويعرف عن عروض حكايات مسرح الدمى بالتطرق إلى تناقضات الحياة ونقد الأوضاع الاجتماعية والسياسية. كانت عروض دمى مصاصة مته وفية لمسيرة أسلافها فسردت حكايات وقصص واقعية عن الأوضاع الراهنه في ظل الثورة. أدوار البطولة أسندت للدمى بيشو ومعاونه الشبيح الأول، ودمى بنت الشام وابن الحرية.
• الذاكرة الإبداعية للثورة السورية
أسست الثورة مساحة من الإبداع أدهشتنا كسوريين قبل أن تدهش العالم، ونسأل أنفسنا أين كانت كل هذه المواهب الخارقة، كتب القائمون على موقع الذاكرة الإبداعية للثورة السورية لذكر سبب انشائهم الموقع. “رُعاة الموقع قرروا أن يخلقوا مكانا لكي يجمعوا أعمال السوريين ويقوموا بحفظ وتوثيق الأعمال الإبداعية عوضا عن تركها مبعثرة في الفضاء الالكتروني”.. الأعمال الموثقة تشمل كل أشكال الفنون من التصوير والنحت والرسم والغرافيتي، ورسومات الكاريكاتير والخط العربي، والكوميك والطوابع والموسيقى والمنشورات الثورية وغيرها مما ينضوي تحت عنوان العمل الإبداعي، هذا المشروع هو فعل مقاومة، ووفقا للقائمين على الصفحة هو محاولة للمشاركة في كتابة التاريخ الحديث لسوريا.
• كوميك لأجل سوريا
مجموعة من مصممي الغرافيك والرسامين بدأوا مشروعهم في سرد الأحداث والتفاصيل اليومية للثورة من خلال الرسوم المحكية ونشروها على صفحة فيس بوك أنشأوها خصيصا لهذا المشروع. عادة ما يُعتبر هذا الشكل من الفن موجه للأطفال لكن مبتكري المشروع حولوه إلى قصص بصرية موجهين رسالة رسوماتهم لجميع الأعمار. في إحدى نشاطات المجموعة، قاموا بطبع ١٠٠٠ نسخة من مجلتهم ووزعوها على اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري في الأردن.
• دولتي
دولتي منظمة تقوم بتعليم ونشر ثقافة العمل المدني والسياسي باستخدام أساليب متعددة ومنها فن الكاريكاتور. أبرز المواضيع التي تقوم دولتي بتعليمها هي حقوق الإنسان والمرأة، المواطنة، الشفافية والمحاسبة، العدالة الانتقالية وسلطة اقانون. كما تشجع دولتي الفنانين والنشطاء لإرسال أعمالهم وأفكارهم إليها من أجل نشرها.
• أفلام أبو نضّارة
أبو نضّارة هي شركة إنتاج أفلام مستقلة جمعت صانعي أفلام عصاميين ومجهولي الهوية، وهي متخصصة في انتاج الأفلام القصيرة حول مايدور في حياة السوريين في ظل الأوضاع الحالية. قامت المجموعة بنشر العشرات من أعمالها على موقع فيمو، وتقول بأنها اختارت خيار المخرج السوري عمر أميرالاي في المقاومة لكنها ليست في صدد تسويق أعمالها.
• لافتات كفرنبل
اشتهرت كفرنبل منذ بداية الثورة بمواهبها في استحضار شعارات بليغة وصور لمّاحة من أجل تشكيل لافتات أثرت في ضمير العالم. سر نجاح لافتات هذه البلدة الصغيرة هي في اللمّة الثورية حين يجتمع أهالي المدينة ليلا ليتسامروا ويتبادلوا الأفكار والأحاديث حول المواضيع التي سيقومون برفعها خلال مظاهراتهم ووقفاتهم. يود أهالي المدينة أن يبعثوا برسائل إلى العالم بأن السوريين يعرفون مايريدون وأنهم يملكون الحق في حياة حرة وكريمة كباقي شعوب الأرض.
• بيانو اليرموك
مخيم اليرموك للاجئين الفلسطيين في دمشق الذي أنشئ عام ١٩٥٧ هو أكبر مخيم فلسطيني في سوريا، يقطن فيه أيضا الكثير من العوائل السورية. مثل باقي المدن والمناطق السورية، نال مخيم اليرموك حصته من التدمير والحصار. في أيلول ٢٠١٣ ضرب النظام السوري حصارا محكما حول المخيم ليمنع الغذاء والدواء من الدخول إليه، الأمر الذي قاد كثير من سكانه إلى مشارف المجاعة وأودى بحياة العشرات. ولمواجهة الجوع قامت مجموعة من الشباب بإنشاء فرقة موسيقية أطلقت على نفسها اسم شباب اليرموك. تقوم الفرقة بانشاد أغانيها مرافقة أنغام البيانو على مسرح الشوارع المدمرة في المخيم المحاصر، لعل الموسيقى تغني من جوع.
• فن المقاومة و فن الناس
هذا الانفجار الكبير للأعمال الإبداعية السورية لم يتضمن فقط فنانيين متخصصين لكنه أيضا ضمّ عدد من الناس العاديين الذين وجدوا في أنفسهم هبة الإبداع. أحد هؤلاء رجل من مدينة دوما قام بتسخير أدوات الموت من أجل الحياة فقام بتكرير مخلفات القذائف وأغطية الرصاص، وادخلها في صناعة مواد يمكن للناس أن يستخدموها للزينة ومن أجل تسيير شؤونهم اليومية في مبادرة سُمّيت بفن البقاء.