واشنطن، 26 إبريل 2014 ، وكالات –
قال دبلوماسيون نقلا عن معلومات استخبارية من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة إن نظام الاسد يحتفظ بقدرته على نشر أسلحة كيماوية مما قد يدعم رواية الثوار في الأونة الأخيرة باستخدام غاز الكلور ضد المدنيين.
وتعكس هذه التصريحات إقتناعا متزايدا بين العواصم الغربية بأن الأسد أخفق في التخلص من برنامج الأسلحة الكيماوية على الرغم من وعوده بانهائه، ما يشكل التفافا على المهمة الدولية الخاصة لنزع الكيماوي.
وتنفي سوريا احتفاظها بالقدرة على نشر أسلحة كيماوية واصفة هذا الادعاء بأنه محاولة أمريكية أوروبية لاستخدام سياساتها "الصبيانية" لابتزاز حكومة الأسد.
ولكن في اعتراف ضمني بوجود نقص في الاعلان الاصلي قدمت سوريا في وقت سابق من الشهر الجاري قائمة أكثر تحديدا لأسلحتها الكيماوية لبعثة نزع السلاح الدولية بعد أن أبلغ مفتشون عن وجود تناقضات على الأرض وذلك حسبما ذكر مسؤولون.
وتحت تهديد من الولايات المتحدة بشن غارات جوية إتفق الأسد مع الولايات المتحدة وروسيا في سبتمبر أيلول على التخلص من أسلحته الكيماوية بعد مقتل مئات الأشخاص في هجوم بغاز السارين في أغسطس آب على أطراف دمشق.
وقالت واشنطن وحلفاؤها الغربيون إن قوات الأسد هي التي شنت هجوم السارين والذي كان أسوأ هجوم كيماوي شهده العالم منذ ربع قرن. وأنحت الحكومة باللائمة في ذلك على مقاتلي المعارضة في الحرب الأهلية السورية التي دخلت الآن عامها الرابع.
ويتولى فريق مشترك من الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية عملية التحقق من إعلان سوريا بشأن ترسانتها من الغازات السامة وتدميرها.
ويقول دبلوماسيون إن الحكومة الغربيات تشك منذ فترة طويلة في أن سوريا لم تعلن كل جوانب برنامجها من الأسلحة الكيماوية. ولكن المبعوثين يقولون إنهم التزموا الصمت بشأن هذه المسألة لتفادي منح الأسد ذريعة لتقليص التعاون مع بعثة الامم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية وتأخير جدول زمني لشحن المواد السامة إلى خارج البلاد.
ومع وجود الآن أكثر من 90 في المئة من المخزونات الكيماوية السورية المعلنة خارج البلاد بدأ المسؤولون الغربيون في الخروج عن صمتهم. وقال دبلوماسي غربي لرويترز "إننا مقتنعون ولدينا بعض معلومات المخابرات التي تظهر أنهم لم يعلنوا كل شيء."
وأضاف إن معلومات المخابرات تلك جاءت من بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة.وعندما سئل عن حجم ماأخفته سوريا من برنامجها قال الدبلوماسي "إنه كبير." ولم يذكر تفاصيل.
ورفض بشار الجعفري سفير سوريا لدى الأمم المتحدة هذا الإتهام وقال لرويترز في رسالة نصية عبر الهاتف المحمول إن "هذه الدول غير موثوق فيها فعلا وسياساتها تجاه تنفيذ الاتفاق بين الحكومة السورية ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية لا تقوم على مباديء وإنما بالأحرى صبيانية.
"إذا كان لديهم بعض الادلة عليهم ان يتقاسموها مع منظمة حظر الأسلحة الكيماوية بدلا من التظاهر بأن لديهم أدلة سرية."وقال الجعفري إن هدف القوى الغربية الثلاثة هو تمديد مهمة الامم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية دون حاجة لذلك من خلال "مواصلة فتح (الملف الكيماوي) لاجل غير مسمى ومن ثم يمكنهم أن يواصلوا ممارسة الضغط على الحكومة السورية وابتزازها."
العميد الركن نزار عبد القادر
باحث في الشؤون السياسية و الاستراتيجية