السودان – 15 مايو 2014 – أخبار الآن
حذرت وكالة اوكسفام الانسانية من ان الازمة بلغت مستوى حرجا في جنوب السودان حيث تهدد مجاعة وصِفَت بالكارثية، ملايين الاشخاص فيما دخل النزاع في البلد شهره السادس بدون وجود اي اشارة على وقف الاقتتال.
وكانت منظمة الاغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة (فاو) حذرت السبت من انتشار المجاعة في جنوب السودان بسبب النزاع بين الحكومة والمتمردين.
هذا، وتقدر الامم المتحدة قيمة المساعدات اللازمة بحوالى مليار ومئتين وسبعين مليون دولار وصل منها 40% فقط حتى الان.
وذكرت الوكالة انها تواجه مهمة صعبة جدا، وهي ايصال المساعدات الى السكان في اسوأ وقت من السنة حين تجعل الامطار الوصول الى العديد من المناطق اكثر صعوبة.
وقال المدير التنفيذي لاوكسفام مارك غولدرينغ “اما ان نتحرك اليوم او ان الملايين سيدفعون الثمن”.
ودعا غولدرينغ الى “زيادة كبرى وسريعة للمساعدة لمنع وصول المجاعة الى مستويات كارثية، لا يمكننا ان نسمح لانفسنا بالانتظار اكثر، لا يمكن ان نسمح بالفشل”.
وقد وقع رئيس جنوب السودان سلفا كير وزعيم المتمردين نائبه السابق رياك مشار بضغط من المجموعة الدولية، اتفاقا جديدا لوقف اطلاق النار الاسبوع الماضي، هو الثاني خلال خمسة اشهر من النزاع لكن بدون ان يتم الالتزام باية هدنة.
والاتفاق الموقع في 9 ايار/مايو في اديس ابابا ينص على وقف الاعمال الحربية من اجل انهاء الازمة في جنوب السودان لكن المعارك استؤنفت بعد 24 ساعة من توقيعه.
والاتفاق الاول الذي وقع في 23 كانون الثاني/يناير لم يطبق ابدا.
والحرب في جنوب السودان ادت الى مقتل الالاف وتشريد اكثر من 1,2 مليون شخص من منازلهم.
والنزاع اندلع في منتصف كانون الاول/ديسمبر 2013 على خلفية خصومة بين كير ومشار. وزاد من حدة الصراع السياسي بين كير ومشار تحوله الى عداوة بين قبيلتيهما الدينكا والنوير وهما ابرز قبيلتين في البلاد.
ونددت الامم المتحدة ومنظمات انسانية بارتكاب الفريقين جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية منها مجازر بحق مدنيين ذات طابع اتني وتجنيد تسعة آلاف طفل وهجمات على مدارس ومراكز علاج وخطف واغتصاب جماعي لنساء وفتيات.
واعلنت مفوضة الامم المتحدة العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي في الاونة الاخيرة ان هناك “مؤشرات عديدة تدل على وقوع ابادة” في جنوب السودان ادرجت في تقرير حول الفظاعات التي ارتكبت ونشرته المنظمة الاسبوع الماضي.
وحذر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاثنين من انه “اذا استمر النزاع من الان وحتى نهاية السنة، فان نصف عدد سكان جنوب السودان البالغ 12 مليون نسمة سيهجرون داخليا او ينزحون الى الخارج او يعانون من المجاعة او يموتون”.
واكثر من ثلث السكان (3,7 مليون نسمة) مهددون بالمجاعة بحسب الامم المتحدة.
وكانت منظمة الاغذية والزراعة التابعة للامم المتحدة (فاو) حذرت السبت من انتشار المجاعة في جنوب السودان بسبب النزاع بين الحكومة والمتمردين، ودعت الطرفين الى تسهيل مرور المساعدات الانسانية عبر الطرقات والانهر.
وقالت المنظمة “هناك فرصة صغيرة” لتجنب المجاعة ودعت الى تسهيل وصول الوكالات الانسانية لايصال المساعدات.
كما حذرت منظمة العفو الدولية الاسبوع الماضي من ان الحرب الاهلية في جنوب السودان تتحول الى دوامة اعمال انتقامية خارجة عن سيطرة القادة السياسيين. واشارت المنظمة في تقرير الى ان “الخصومات الاتنية القديمة تتعمق، وان جنوب السودان سيصبح اكثر انقساما ما يجعل من المصالحة والتوصل الى سلام دائم اكثر صعوبة”.
كما تحدثت منظمة العفو عن “فظاعات مروعة” ارتكبها الطرفان “تشكل جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية” قائلة ان مسلحين من الطرفين “قتلوا عمدا مدنيين واعدموا مقاتلين اسرى”، كما اغتصبوا نساء واحرقوا منازل ودمروا منشآت طبية ونهبوا مخازن مواد غذائية ومساعدات انسانية.