أكد المتحدث باسم مركز حمص الإعلامي "محمد الحمصي" لأخبار الآن، أن حي الوعر يعيش في أيامه العشر الأخيرة حالة من الحرب الحقيقية، حيث وثق أكثر من عشرة شهداء قضوا بالقصف المتواصل من قبل قوات الأسد على الحي، بهدف الضغط على المحاصرين بداخله لتوقيع هدنة مع بشار الأسد، وإجبارهم على الرضوخ لشروط النظام، وهذا ما يرفضه الثوار المحاصرون بداخله.
عشرة شهداء جلهم من الأطفال والنساء قضوا خلال الحملة العسكرية الأخيرة لجيش النظام على الحي، مؤكداً عدم تجاوز أعمار الأطفال الشهداء لسن الثامنة قضوا أثناء تواجدهم بشوارع الحي لغرض اللهو، وطفل رضيع يبلغ "ستة أشهر" فقط استشهد داخل منزله، اضافة إلى تدمير ثلاث مباني بشكل كامل جراء الصواريخ التي تستهدف الحي, والتي تحمل خواص القوة التدميرية الهائلة.
الحملة العسكرية الشرسة لقوات الأسد تستهدف المعقل الأخير لثوار حمص المدينة, ليعيش الحي على وقائع القصف العنيف اليومي, الذي يطال الأحياء السكنية فيه من قبل قوات الأسد المتمركزة في كلية الإشارة بمنطقة الغابة, والساحة العسكرية التابعة للكلية الحربية, لتشهد لمدينة قصفاً بصواريخ الأرض -أرض والغراد والمدفعية الثقيلة خلال الفترة الأخيرة.
وتحدث الحمصي مضيفاً الحملة العسكرية لقوات الأسد ترافقت مع استمرار حرمان المدينة من المواد التموينية, والمشتقات النفطية بما فيها "المحروقات والغاز", في سياسة تنتهجها قوات الأسد للضغط على الحي لقبول بهدنة موقعة مع قواته, تستند بنودها على تطبيق مطالب قوات الأسد بشكل كامل.
وحول أهم بنود الهدنة أوضح الحمصي سعي نظام الأسد لفرض شرط تسليم كتائب المعارضة السورية المسلحة لأسلحتها, بالتزامن مع خروج المقاتلين خارج الحي بشكل كامل, وتسوية اوضاع المطلوبين والمنشقين عن جيش نظام الأسد, وان هذا الأمر يلقى رفضاً قطعياً من قبل المتفاوضين المعنيين بهذا الملف, ويلقى أيضاً رفضاً من قبل الكتائب العسكرية للمعارضة السورية في الحي.
والجدير بالذكر حي الوعر يعد أخر معاقل المعارضة السورية في حمص المدينة, بعد الاتفاق الذي حصل في الأشهر الفائتة في مدن حمص القديمة, والذي أخرج الثوار منها بعد حصار خانق ومعارك شرسة, وقيام جيش الأسد بتدمير المدينة بشكل شبه كامل بعد استخدامه لشتى أنواع الأسلحة بما فيها المحرمة دولياً.