يبدو أنّ الغارات الجويّة التي يشنّها طيران التحالف على مواقع داعش شمالي شرقي سوريا بدأت تأخذ مناحي عديدة على مستوى التحركات العسكريّة والظروف المدنيّة المتعلقة بداعش وعناصرهم.
إلى الآن عشرات الغارات الجويّة الموجّهة بدقّة نجحت في ضرب معاقل التنظيم وقتل عشرات العناصر فيما قام بعض العناصر بالهرب باتجاه الشرق برفقة عائلاتهم.
شوارع الرقّة تأثّرت كثيراً بالضربات الجويّة الأخيرة حيث أغلقت العديد من المحال التجاريّة واختفت الحركة في الأسواق ونزح قسم كبير من المدنيين باتّجاه القرى المجاورة البعيدة عن معاقل التنظيم فيما آخرون قرروا إكمال رحلة النزوح نحو تركيّا.
الشاب فادي من أبناء الرقة قال لأخبار الآن "الخوف انتشر في كلّ مكان ليس فقط في المدينة حيث قلّت حركة النقل الداخل من الريف إلى المدينة والتي كنّا نعتاد عليها كلّ أسبوع، الآن العائلات التي بقيت في الرقة تلتزم منازلها أمّا المنازل القريبة من مقرّات التنظيم فقد أصبحت شبه خالية".
في المقابل لم يقتصر النزوح والتخوّف عند أبناء المدينة فقط إنما تجاوزه ليسيطر على نفوس عناصر التنظيم وعائلاتهم، فمنذ أن بدأت الضربات نزحت عائلات كثيرة باتجاه الشرق على حسب إفادات البعض.
الصحفي أحمد العربي أفاد أخبار الآن "كثير من عائلات التي ينتمي أبناؤها إلى التنظيم نزحت باتجاه الشمال نحو القرى والشرق نحو دير الزور والنزوح شمل العائلات الموجودة أيضاً في الطبقة حيث أخليت منازل كثيرة كانت تملكها عائلات لها أبناء في التنظيم".
في سياق آخر أقدم التنظيم على الإفراج عن عشرات المعتقلين في الرقة حسبما أورده الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي.
أبو محمد قال لأخبار الآن "لقد وردتنا أنباء تتعلّق بالمعتقلين لدى داعش، حيث أفرج التنظيم عن 150 معتقل من مقرّات الحسبة والنقطة 11 ومعظمهم من عناصر الجيش الحر والذين اعتقلوا مؤخّراً، لكن يُقال أنّ التنظيم أجبرهم على الذهاب معه للمشاركة في جبهاته القتاليّة شرقاً".
يتوقّع كثيرون أنّ التنظيم سيعيش تخبّطاً كبيراً خلال الأيّام القادمة خاصّة فيما يتعلق بمكان المعتقلين لديه فجميع مقرّاتهم الأمنيّة أصبحت هدفاً لطائرات التحالف.
في سياق آخر أصبح البعض يفكّر في إمكانيّة تخلّي تنظيم داعش عن مدينة الرقة بعد التوتّر الذي لحق بقيادييه وعناصره هناك، لكن هذه الفكرة مستبعدة لدى كثيرون.
أبو ورد الرقّاوي يقول لأخبار الآن "لن يتخلّى داعش عن الرقّة، كيف له أن يقوم بذلك وقد سيطر مؤخّراً على مطار الطبقة والفرقة 17 واللواء 93". ويضيف "أصبحت الرقة مركز ثقل للتنظيم والمدينة مطوّقة بالمفخخات لهذا لن يتخلّى عنها بسهولة".
وأفاد ناشطون أنّ عناصر التنظيم يحتمون بالأهالي في الملاجئ الموجودة في بعض المدارس التي يقطنها النازحين، فيما البعض منهم لجأ للسكن بين منازل المدنيين من أجل الابتعاد عن الخطر، أمّا الأهالي فمن تبقّى منهم أصبح يفكّر بالنزوح من المدينة بشكل نهائي.