تناقل ناشطون عبر شبكات التواصل الاجتماعي (فيسبوك وتويتر) صوراً لجثث متفسخة في قرى ناحية الشعيطات شمال غرب مدينة البوكمال الواقعة على الحدود العراقية بريف دير الزور الشرقي، وافادوا ان الصور عائدة لشبان من ابناء عشيرة الشعيطات كان تنظيم داعش اعدمهم منذ قرابة الشهرين، إثر المعارك التي اندلعت بين التنظيم، والثوار من ابناء الشعيطات.
الجثث عثر عليها العائدون إلى قرى ناحية الشعيطات، بعد أن سمح تنظيم داعش لبعض المدنيين بالعودة الى قراهم منذ عدة ايام، حيث وجدوا الجثث بين الاعشاب، وامام البيوت، وعلى حافة الطرقات، وتركت دون دفن حتى تحللت، واصبح من الصعب التعرف عليها.
وقال الناشط الاعلامي ابو محمد الشعيطي لـ أخبار الآن: "مع عودة بعض الأهالي من نساء، وكبار السن الى قراهم، ومنازلهم تفاجئوا بعدد من الجثث ملقاة امام المنازل، وعلى اطراف الطرقات، وغالب هذه الجثث متفسخة، ومن الصعب التعرف على هوية اصحابها".
واضاف الشعيطي: "وجدت الجثث في عدة قرى تابعة لناحية الشعيطات منها قرية ابو حمام، والجدمة، والشحيل، وتم تصويرها كي يتعرف عليها ذووها، بالرغم من بشاعة المنظر، ونتوقع العثور على جثث اخرى في اماكن لم يصل إليها أحد بعد".
ومن بين جثث القتلى التي تم التعرف عليها في قرية الجدمة، جثتين احداهما للطفل احمد الحسيان، حيث وجدته أمه جثة متفسخة بعد عودتها إلى منزل العائلة في القرية، والأخرى للمدعو خطاب النبهان.
في سياق متصل، كان تنظيم داعش نشر مؤخراً صوراً للمدعو "احمد علي الطه"، والملقب بـ "ابو بكر تفخيخ" احد قيادي التنظيم، والذي قُتِل في المعارك الدائرة بريف مدينة عين العرب بين تنظيم داعش، ووحدات حماية الشعب الكردية، وافاد ابناء ناحية الشعيطات أنه المسؤول عن مقتل عشرات الأشخاص من عشيرة الشعيطات، وهو من ابناء المنطقة.
وتشهد مدينة دير الزور، وريفها مؤخراً حركة مقاومة لتنظيم داعش، بالتزامن مع غارات طيران التحالف الدولي على مقرات التنظيم. وقال ناشطون أن المدعو "جويد كسار العنزي" احد ثوار المنطقة قُتِل أمس الأول على ايدي عناصر التنظيم، اثناء محاولته ادخال السلاح لتنفيذ "عمليه نوعية في الشعيطات" ضد تنظيم داعش.
مصادر إعلامية أفادت أنّ أحياء مدينة دير الزور الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش، شهدت في اليومين الأخيرين، تحرّكات ضدّ عناصر التنظيم، من قبل بعض المدنيين، وملثّمين مجهولين. حيث اقدم مجهولون على استخدام مسدّسات كاتمة للصوت، في محاولة اغتيال عناصر للتنظيم في حيّ الحميدية قبل أيام، أعقبها اشتباكات بين الطرفين.
كما شهدت أحياء المدينة، خروج مظاهرتين نسائيتين، إحداهما أمام أحد مقرّات التنظيم "الهيئة الشرعية سابقاً"، وطالبن فيها عناصر التنظيم بإطلاق سراح المعتقلين لديهم من أبناء المدينة، والأخرى في شارع التكايا، هتفن فيها ضدّ ممارسات التنظيم، وردّدن شعارات "دير الزور حرّة وداعش تطلع برا".
وكان تنظيم داعش قد سيطر مطلع شهر اغسطس الماضي على قرى، وبلدات ناحية الشعيطات، بعد معارك عنيفة مع ابناء العشيرة، حيث اقدم التنظيم على اعدام العشرات منهم، واصفهم بـ "المرتدين"، ونسف بيوت من لم يستطع القبض عليه، وهجر المدنيين، حتى سمح مؤخراً للبعض منهم بالعودة إلى منازلهم.