تأسست قادش ( قوات الدعم والدفاع الشعبي) تحت رعاية الحرس الجمهوري وتضم عدداً كبيراً من الشبان المتطوعين لحماية المناطق المؤيدة ومؤازرة جيش الأسد والميليشيات اللبنانية الشيعية في معاركها مع الجيش الحر.. ومن المناطق التي حققت فيها قادش انتصاراتها الواهية، المليحة، داريا، مناطق من الغوطة الشرقية ومناطق عديدة من ريف دمشق كالقلمون والحدود السورية اللبنانية.. لكن نهاية هذه الميليشيا الطائفية لم تكن مستحيلة وصعبة.
منذ بداية عام 2014 بدأت قادش تأخذ اسماً علنياً وتستقطب أعداداً كبيرة من الشباب، كانت بدايتها تحت غطاء الحرس الجمهوري الذي يمولها ويذخرها ويدير شؤونها حتى كبرت الميليشيا وأصبحت جزءاً من الميليشيات المسلحة التي تقاتل لحماية الأسد. ما حدث في الآونة الأخيرة ومع اشتداد المعارك في دمشق وريف دمشق غيّر كل الاعتبارات التي تربط بين قوات الأسد وقادش.
كانت البداية من معركة الدخانية التي شهدت أول انشقاق لعدد كبير من مقاتلين قادش وانضمامهم للجيش الحر، وبعدها لم تعد تقم لقادش قائمة في حسابات النظام السوري، وأصبح كل شخص يعمل تحت هذا الاسم يعتبر خائن وعميل وتم فسخ ارتباطها بالحرس الجمهوري وإبعاد أفرادها عن المعارك والقتال.
أبو باسل المنسق العام لقادش في منطقة جنوب دمشق كانت مهمته في السابق إيفاد الشباب الراغبين بالتطوع والتنسيق بينهم وبين قيادة الحرس الجمهوري، وتنظيم أمر المهمات العسكرية والمؤازرات بالتنسيق مع الحرس الجمهوري وبعض القادة من ميليشيا حزب الله المتواجدين في دمشق.
بعد انشقاق عدد كبير من قوات قادش خلال معركة الدخانية، تم إلقاء القبض على أبو باسل وغيره من القادة العسكريين والمنسقين العاملين تحت اسم قادش من قبل الحرس الجمهوري والتحقيق معهم حول ما أسموه خيانة نكراء قامت بها مجموعة كبيرة من مقاتلين قادش.
إلى اليوم لا أحد يعرف مصير هؤلاء القادة الذين صنعهم نظام الأسد وأعطاهم حقوق وميزات على الأرض السورية ووضعهم تحت تصرف الحرس الجمهوري وميليشيا حزب الله.
هذا الخذلان لن يمر مرور الكرام في حسابات الأسد، فلربما تشهد في الأيام القادمة أبعد وأقسى على النظام. باعتبار أن الأسد أصبح لديه عدد كبير من الميليشيات المسلحة حتى كادت تفيض على عدد جنود قواته.
عاد من جديد ملف الانشقاقات بالظهور على ساحة الأحداث الحارة في سورية، وغم قلة أهمية ميليشيا قادش، إلاّ أنها قد حققت بعض الإرباك والتوتر العلني لدىّ للأسد.