في بادرة غير مسبوقة في حلب أطلق سوريون موالون لنظام الأسد، حملة على مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان "أنقذوا حي جمعية الزهراء من لصوص ومرتزقة الدفاع الوطني" وطالبوا من قائد فرع مخابرات جوية النظام في حلب اللواء "أديب سلامة" ومن غرفة عمليات نظام الأسد في الحي إيقاف المرتزقة الذي يحملون السلاح مع قوات الأسد ويعفشون منازل المدنيين الذين نزحوا عنها بعد ما تحولت إلى خط مواجهة مع الجيش الحر.
ع ن أحد سكان حي جمعية الزهراء قال لمراسل "أخبار الآن": أطلقت حملة (أنقذوا حي جمعية الزهراء من لصوص ومرتزقة الدفاع الوطني) منذ أيام، ولاقت انتشاراً كبيراً لدى الموالين لنظام الأسد على مواقع التواصل الاجتماعي، والجميع طالب سلطات النظام الأمنية والعسكرية من محاسبة اللصوص وتوقيف سرقات (التعفيش) المنازل السكنية في حي جمعية الزهراء ولم تستجب أية جهة حتى الآن"
أما ن ق أحد المواطنين الذين ما زالوا مقيمين في جمعية الزهراء قال للمراسل: "تقتحم شبيحة الدفاع الوطني منازل المدنيين في وضح النهار، ولا تكتفي بسرقة عفش وأساس المنزل، بل تسلب جرر الغاز ومادة المازوت التي كان يخزنها السكان للتدفئة في فصل الشتاء وتبيع الليتر بقيمة 100 ل س، علماً أن سعر ليتر المازوت الحقيقي في السوق 200 ل س، كما تعرض الشبيحة عفش المنازل على التجار بأسعار زهيدة، وبالتالي التجار تصدر عفش المنازل الفخم لتبيعه بقيمته العالية بأسواق الساحل السوري".
وأكد أحد السكان في الحي أن "مجموعات من ما يسمى الدفاع الوطني تهدد السكان في حي الزهراء، وتخرجهم من منازلهم بعد اتهامهم بتزويد الجيش الحر بإحداثيات عن مواقع لقوات النظام والدفاع الوطني كي يستهدفها الثوار بجرر الغاز، وبأن بعد عودة السكان إلى منازلهم يشاهدونها فارغة من محتوياتها، وعندما يقدم أحد السكان في تقديم الشكوى للجهات المختصة يقابل في الاعتقال والتعذيب وتوجيه التهم بأنه يسيئ لسمعة ما يسمى الدفاع الوطني".
وبينما انتقد الكثير من موالين الأسد تعفيش عناصر الدفاع الوطني المقاتلة مع قوات الأسد، ادعى البعض أن الحملة ليست موجهة لجميع المقاتلين بالدفاع الوطني.. إنما موجهة للعناصر المرتزقة الذين ينهبون ويسرقون منازل المدنيين بشكل كبير وممنهج ولا أحد يوقفهم.
يقع حي جمعية الزهراء غرب مدينة حلب ويعد أحد الأحياء الراقية في المدينة، وبعد سيطرة الجيش الحر على أجزاء منه في مساع للسيطرة على فرع المخابرات الجوية، أفرغت قوات النظام والدفاع الوطني عشرات المنازل في الحي من سكانها، وأقامت مقرات عسكرية ضخمة لصد اقتحام الجيش الحر، وبعد مواصلة عناصر الدفاع الوطني (التعفيش) لثلاثة أشهر مضت ثم صارت تخلي السكان عنوة وتسرق منازلهم، أطلق السكان حملة بعنوان أنقذوا حي جمعية الزهراء.
وتشهد أجزاء من أحياء سيف الدولة، وصلاح الدين، وسليمان الحلبي، وعدة أسواق في مدينة حلب القديمة التي تسيطر عليها قوات الأسد حالات مماثلة من التعفيش، ومن ثم يعرض الشبيحة المحتويات المسروقة في الشوارع العامة وفي بعض المدارس مثل مدرستي معاوية والمتفوقين في حي الجميلية، من ثم يشتريها السماسرة ويقومون بنقلها إلى أسواق الساحل السوري لتباع بأسعار باهظة، دون أدنى إجراء من أجهزة الأسد وفي ظل غياب قضاء ومحاكم النظام عن العمل في مدينة حلب.