تمكنت قوات الأسد من السيطرة على مدينة عدرا البلد بعد سنة وتسعة أشهر من سيطرة الجيش الحر على المدينة حيث انسحبت كتائب الثوار المتمثلة بجيش الإسلام الى تل كردي ومدينة دوما.
تأتي أهمية عدرا البلد الإستراتيجية كونها بوابة القلمون الشرقي ونقطة الوصل بين الغوطة الشرقية والقلمون الشرقي اضافة لوقوعها على اوتوستراد دمشق حمص، وتعتبر رقما صعبا في كسر الحصار عن الغوطة الشرقية لوقوعها على محور دوما عدرا البلد، عدرا العمالية، عدرا الصناعية، الضمير.
أما من الناحية الاقتصادية فتعتبر المدينة مركزا اقتصاديا للعاصمة دمشق كونها تحتوي عشرات المعامل والمصانع. النظام سيتابع تقدمه بعد عدرا البلد الى تل كردي المنطقة التي تحتوي عشرات المعامل، وإذا تمكن الأسد من السيطرة على تل كردي، فذلك يعني ان مناطق تابعة لدوما ستصبح تحت خط النار، كالريحان حيث تبدو كتيبة الاشارة اليوم الهدف الرئيسي، فالسيطرة على الكتيبة يعني تحويلها لغرفة عمليات لبدء معركة دوما.
وفي لقاء خاص مع أخبار الآن فال غزوان الحكيم اعلامي في جيش الاسلام أن الانسحاب جاء نتيجة القصف وسياسة التدمير المتبعة وتقدم النظام عبر أكثر من محور، الأمر الذي احدث خللا في صفوف الثوار.
أما عن سرعة سقوط عدرا العمالية وعدرا البلد فقال غزوان أن سياسة الاستنزاف هي الحل الوحيد المتبقي اليوم امام الثوار بعد حصار شارف السنتين، فالمساحة الكبيرة للغوطة الشرقية تحتاج الى أكثر من مئة ألف مقاتل في صفوف النظام لتغطيتها.
من جانبه طلب زهران علوش قائد القيادة العسكرية الموحدة من الأئمة والخطباء في الغوطة الشرقية تعميم بيان النفير العام حيث وزعت منشورات أمس الجمعة الى الأهالي تحثهم على الإلتحاق بالجبهات للوقوف بوجه بطش الأسد.
لكن يبقى السؤال المطروح في الشارع اليوم هو سهولة سقوط عدرا العمالية والبلد، اللتان تعتبران من اكثر المناطق في سوريا تحصينا للثوار.. سؤال ستجيب عليه الأيام المقبلة والتي ستكون حبلى بالأحداث.