أصيب خمسة وعشرون مدنياً أمس ، جراء قصف جوي بصواريخ محملة بغازات سامة على مدينة ديرالزور، بحسب ناشطين، وقال ناشطون إن الطيران المروحي، ألقى صاروخين محملين بغاز الكلور السام على شارع التـَّكايا، ما أسفر عن الاصابات التي سجلت بينها، ثلاث نساء، بحالات اختناق، حالة اثنتان منهما خطرة.
في الغضون، قصفت قوات النظام المتمركزة على الجبل القريب، بالمدفعية ورشاشات "شيلكا"، منطقة "حويجة صكر" على أطراف مدينة ديرالزور، دون تسجيل إصابات، وفق مراسلنا.
إلى ذلك، قضت امرأتان وجرحت أخريات أمس، جراء قصف مدفعي على قرية الجنينة بريف ديرالزور، وأوضح مراسلنا هناك أنّ قوات النظام المتمركزة على الجبل المجاور لمدينة ديرالزور، قصفت بالمدفعية الثقيلة قرية الجنينة، ما أسفر عن مقتل امرأتين وجرح أخريات، نقلن إلى مستشفى ميداني قريب.
ومن جانب آخر، استهدف "التحالف الدولي" بصاروخي "توماهوك"، منطقة منجم الملح الخاضعة لسيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية"، في ريف ديرالزور الغربي، دون تسجيل إصابات.
جنوباً، قضى مدنيان أمس، جراء قصف مدفعي لقوات النظام على بلدة عين ترما في الغوطة الشرقية بريف دمشق، وقال مراسل "سمارت" إنّ قوات النظام استهدفت بقذائف الهاون، أحياء سكنية في بلدة عين ترما، من مبنى إدارة الدفاع الجوي، ما أوقع قتيلين، أحدهما طفل.
بالمقابل، قتل عنصر من قوات النظام برصاص قناص تابع للجيش الحر، شمالي مدينة داريا بالغوطة الغربية، وسط اشتباكات عنيفة بين الطرفين دارت في المدينة منذ صباح أمس.
وفي ريف درعا، تعرضت عدّة مدن وبلدات أمس، لقصف جوي ومدفعي، دون تسجيل إصابات، حسب مراسل "سمارت" في المنطقة، وقال مراسلنا إن الطيران المروحي ألقى برميلين متفجرين على مدينة الحراك، تزامناً مع قصف بقذائف الهاون لقوات النظام على الأحياء السكنية فيها، كما ألقى الطيران المروحي برميلاً متفجراً على بلدة المسيكة الغربية.
في الغضون، استهدفت قوات النظام المتمركزة عند حاجز "تل عرار" بالمدفعية الثقيلة، أبنية سكنية في بلدة عتمان، فيما طال قصف بالرشاشات الثقيلة بلدة المليحة الشرقية من حواجز قوات النظام القريبة، وفق مراسلنا.
من جانب آخر، أعلن لواء "عشائر السويداء" المستقل أمس السبت، انضمامه إلى لواء "عشائر اللجاة" بقيادة النقيب طلال عوض خلف، في منطقة اللجاة بدرعا، وذلك في بيان مصور بث على "يوتيوب"، وجاء في البيان أنّ هدف الانضمام "توحيد الصف والكلمة، وتجنب الفتنة، وحقن دماء الأهالي".
ويأتي هذا بعد يوم على تشكيل "مجلس قبائل وعشائر اللجاة"، الذي أعلنه شيوخ المنطقة الجمعة، ويضم معظم قبائل وعشائر المنطقة، وأوكل مهمة إدارة الشؤون العسكرية والأمنية في منطقة اللجاة للواء"عشائر اللجاة".
في سياق آخر، أعلنت "وحدات حماية الشعب" الكردية، و"لواء التحرير" التابع للجيش الحر، تشكيل غرفة عمليات مشتركة في منطقة سري كانيه (رأس العين) بالحسكة، وجاء في بيان مشترك لهما أمس، أن غرفة العمليات تستهدف محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية"، والعمل على "تحرير المناطق المغتصبة والمستباحة من قبل التنظيم".
وطالب البيان من وصفهم بـ"العناصر المغرر بهم" بالابتعاد عن التنظيم، و"العفو عن كل من يلقي السلاح ويبتعد عن داعش، من الأهالي في مناطق سلوك وتل أبيض وباقي المناطق"، ودعا البيان المجتمع الدولي "للقيام بواجبه ودعم قواتنا للقضاء على هذا التنظيم الإرهابي"، مطالباً "كل من يعمل ضد التنظيم، بتقديم الدعم المادي والمعنوي لغرفة العمليات".
بدورها، جددت واشنطن على لسان مستشارة الأمن القومي الأميركي "سوزان رايس"، التزام الولايات المتحدة بدعم المعارضين السوريين "المعتدلين"، حسب بيان صدر عن البيت الأبيض أمس السبت، وقالت "رايس" خلال لقائها هادي البحرة، رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في واشنطن، إن بلادها ملتزمة بدعم المعارضين السوريين المعتدلين، موضحة أن الهجمات التي يشنها التحالف الدولي، تستهدف فقط تنظيم "الدولة الإسلامية".
وفي السياق، نددت "جبهة النصرة" بضربات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، على مقراتها ومواقع تنظيم "الدولة" في سوريا، واعتبرت "النصرة" أن الهجوم "يرقى لكونه حرباً على الإسلام"، وتوعدت بالانتقام من دول عربية وغربية تشارك في التحالف.
وقال "أبو فراس السوري"، المتحدث الرسمي باسم "جبهة النصرة"، في شريط مصور، "نحن في حرب طويلة، هذه الحرب لن تنتهي بأشهر ولا بسنة ولا بسنوات، نحن بحرب ربما تطول عقوداً من الزمان، إن هذه الحرب هي ليست على جبهة النصرة، إنها حرب على الإسلام".
في هذه الأثناء، قال الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، إن الضربات الجوية غير كافية للقضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية"، ما لم يرافقها تدخلٌ بري، ونقلت رويترز عن "أردوغان" أنه "عند توزيع المهام، ستنفذ تركيا الدور المناط بها مهما كان"، مشيراً أن العمليات الجوية وحدها لا تكفي للقضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية"، إذا لم تترافق مع هجوم بري.
وذكر "أردوغان" أن القوات التركية قد تساهم في إنشاء منطقة آمنة بسوريا، إذا ما أبرم اتفاقٌ دولي يقضي بحماية اللاجئين السوريين، لافتاً أن تركيا لن تستطيع التفرد بالقرار في هذا الشأن، هذا وشارك "أردوغان" في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، التي عقدت لمناقشة سبل القضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية" في العراق وسوريا.
في سياق منفصل، وجه القضاء الفرنسي اتهامات مبدئية إلى ثلاثة فرنسيين مشتبه بهم، توجهوا إلى سوريا وعادوا إلى بلادهم عقب تسليم أنفسهم إلى شرطة الحدود التركية، وقال مكتب الادعاء في باريس إن "عبدالوهاب البغدادي" و"عماد جبالي" و"غايل موريز"، خضعوا للتحقيق السبت في جرائم ترتبط بانخراطهم بالعمل مع جماعة إرهابية.
ونقلت وكالة "أسوشييتد برس" الأمريكية عن "بيير دونا" محامي "جبالي"، إن الرجال الثلاثة "عادوا بخيبة أمل متنامية فيما يتعلق بالجماعات المسلحة، التي تضمنت سوء معاملة تلك الجماعات للمدنيين"، وقال "دونا" إنهم أنكروا أن يكون لديهم خطط لتنفيذ عمليات إرهابية في فرنسا، وظل الثلاثة أحراراً هذا الأسبوع بسبب عملية نقل فاشلة بين الشرطة التركية ونظيرتها الفرنسية، إلا أنهم سلموا أنفسهم الأربعاء.
يذكر أنّ "البغدادي" صهر "محمد مراح"، الفرنسي الذي قتل سبعة أشخاص جنوبي فرنسا عام 2012، قبل أن يقتل في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة حينها.