أخبار الآن | مخيم الفرج – الحدود السورية التركية – (مصطفى جمعة)

يستعدُ السوريون في المخيمات ِ الحدودية مع تركيا لعيد الأضحى المبارك وسطَ ظروفٍ معيشية قاسية، تطبق على صدر ِالنازحين.

ولكن وعلى الرغم من كل هذه الظروف يحاولُ السوريون إكمالَ الفرحة وإستقبالَ العيد، على الأقل لكي لا يفقدَ الأطفال ُبهجة َهذا اليوم المبارك . مراسلنا مصطفى جمعة زار َمخيم الفرج على الحدودِ مع تركيا وأعد التقرير التالي .

أطفال يتبعون بائع البشار في شوراع مخيم الفرج للنازحين السوريين على الحدود مع تركيا, ينتظرون العيد قبل أن يأتي, ومواطنون يخرجون إلى أسواق المخيم, يبتاعون أشد الحوائج لزوماً في هذه المناسبة بما توفر في جيوبهم من نقود. إنها تحضيرات العيد, فرحة تمتزج بالغصة, وإصرار على إكمال الأولى, ومفارقة يحبذ البعض ذكرها.

يقول عدنان عليان النازح من ريف حماه: "اليوم لا نستطيع أن نستضيف الضيوف عند قدومهم في المنزل, لربما تأتي قذيفة وتقتلنا الإثنان, وبينما سنتبادل المعايدات, من المحتمل أن نقتل معاً, و أما عن العيد هنا, كما ترون, الوحل, والأوساخ والتشرد, والهموم, الفرق من السماء للأرض".

في لحظات الإبتعاد عما يجري في بلادهم, يخرج هؤلاء لجلب الحلوى, لشراء الثياب الجديدة, بينما هذا الطفل, يعمل من أجل أن يطعم عائلته, ويآثر تأمين الدخل للأسرة على شراء ثياب جديدة له في العيد.

من جانيه يقول زاهر وهو طفل سوري نازح: "أنا أعمل في هذه البسطة كي أطعم عائلتي, أقوم ببيع الثياب البالية, سأعيد بهذه الملابس القديمة, وأريد أن أعود إلى بلدي ومدرستي".

في شوراع المخيم, ترى في عيون الأطفال شوق للعب, كشوق أرض ظمأى للماء, و كأنهم يفهون خارطة الحرب, وإلى جانب ذلك يفعل الآباء كل ما بوسعهم, كي لا يحرموا أطفالهم من الفرح.

يقول عبد السلام النازح السوري: "نحن مجبورون أن نعيش على طبيعتنا, نحن شعب مسالم, نحن مجبرون أن نعيد للأطفال ومن أجلهم, سنشتري لهم ثياب جديدة, وفاكهة وحلوة, سنجتمع جميعاً, سنضحك, سنفرح, مجبرين على الفرح, ولو أن الأسى كبير, لأجل بسمة الأطفال".

ويبقى الأمل, كل الأمل, بأن يحمل عيد الأضحى معه, نهاية, أو إنتهاء, مما يجري في بلاد ضربتها حرب شعواء. ليس كأي عيد يمر على السوريين في مخيمات النزوح, أفئدة تصر على الفرح وتضغط على جراحها, متناسةً ولربما متجاهلة, الحسرة ةالغصة والألم.