سعى تنظيم داعش منذ دخوله سوريا إلى تجنيد من هم دون الثامنة عشر لاعتبارات عديدة نجح بتطبيقها فعلاً، في المقابل باتت طريقة التنظيم التي يتّبعها في اقتحامات المعارك واضحة. إلى الآن يستغرب مراقبون من قيام التنظيم بالسيطرة على مدينة ما بساعات قليلة، في حين تصرّح دول التحالف أنّ القضاء على التنظيم يحتاج سنوات، ويرجع نشطاء هذا الأمر إلى استخدام التنظيم للأطفال في اقتحاماته وعملياته الانتحاريّة.
تمكّن تنظيم داعش منذ أن أعلن عن كيانه المزعوم بتجنيد مئات السوريين ضمن صفوفه القتاليّة مستخدماً الدين وحجّة (إعلاء كلمة الله ونشر راية الخلافة) ضمن الدروس الجهاديّة التي يلقّنها للمقاتلين. المال اعتبره الكثيرون من الأسباب الرئيسيّة التي ساعدت التنظيم على ضمّ المقاتلين لصفوفه، ففي تقارير سابقة أفاد ناشطون أنّ المبلغ الذي يتقاضاه من هو دون الثامنة عشر 2500 ل.س إن لم يكن لأهله معيل سواه ويتمّ إعطاؤه هذا المبلغ أثناء فترة تدريبه في المعسكرات التابعة للتنظيم.
"الجنة على بعد خطوتين وأنت محظوظ لأنّنا اخترناك لتنفيذ العملية… وعبارات تحفيزيّة أخرى" يقوم التنظيم بتلقينها بشكل مستمر للأطفال خلال المعسكرات التي ينظّمها عناصر داعش للمتطوّعين الجدد والتي تستمرّ لمدة شهر كامل.
في الرقة يروي أحد شباب المدينة قصّة حدثت مع ابن أخيه قائلاً: "كان ابن أخي يلعب في الشارع بعدما صنع مسدساً من الفلّين، صادفه أحد عناصر داعش فجاء إليه وأعطاه 500ل.س ومضى، في اليوم الثاني عاد نفس العنصر ورأى ابن أخي فجاء إليه وقال له: أفضل من هذا المسدس سأعطيك مسدس حقيقي إن أتيت معنا، علماً أنّ ابن أخي عمره 12 سنة".
في سياق متّصل وبناء على المعلومات التي تؤكّد تجنيد تنظيم داعش للأطفال جاءت النتيجة من معارك التنظيم التي أطلقها ضدّ مدينة كوباني، حيث أكّد المكتب الإعلامي للرقة مقتل أكثر من 30 عنصر لداعش معظمهم دون العشرين سنة من عمرهم، وأضاف المكتب أنّ هؤلاء جميعهم من مدينة الرقة وذكر المناطق التي ينتمون العناصر إليها.
استغل داعش الأطفال لأهداف سياسيّة وبحجج دينيّة بحتة لاسيما بعد افتتاحه عدّة جبهات عسكريّة، فهو بحاجة للمقاتلين لدعم هذه الجبهات، ويعد هذا الاستغلال من أكبر الجرائم الإنسانيّة التي تحصل في سوريّا بحقّ الأطفال، ويتخوّف الأهالي في مناطق سيطرة داعش من قرارات مستقبليّة تخلق ما يسمى بـ "الجهاد الإجباري"!.