يتعرض حي الوعر في حمص لتدمير ممنهج تقوده قوات الأسد وميليشيات إيرانية بغية السيطرة على أخر معقل للثوار داخل مدينة حمص.. "لم تشفع رسائل أطفال الحي أن من قتل أطفال عكرمة هو ذاته من قتل ويقتل أطفال سوريا، ولم تشفع أن الحي لم يستهدف مناطق النظام المحيطة بالحي، لأن النظام يريد تدميره أو دخوله ولو على أشلاء قاطنيه من المدنيين"، يقول ناشط إعلامي من حي الوعر لـ"أخبار الآن".
وأراد نشطاء تسليط الضوء على ما يقوم به النظام في الحي، في وقت أعطت جميع وسائل الإعلام مدينة عين العرب "كوباني" حيزاً كبيراً من نشراتها الخاصة بسوريا ولتطورات المعارك بالمدينة، تزامناً مع انشغال المعارضة السياسية بانتخاب رئيس للحومة السورية المؤقتة. ليطلقوا حملة "وعرنا تحترق"، وقال الإعلامي أحمد القصير: "ليست كوباني اغلى من الوعر ولا الوعر اغلى من كوباني.. ما يتعرض له الوعر وكوباني من إجرام هو وجهان لعملة واحدة".
وقال نشطاء الحملة: "للمرة الألف تتهافت القيم والمبادئ وتتعرى شعارات الإنسانية من قبل المنظومة الدولية".. وأضافوا: "الازدواجية المصلحية المقيتة جديد ضحاياها أهالي ونازحي حي الوعر الحمصي المحاصر, هذا الحي الوحيد المتبقي كرمزاً ومعقلا أخيراً لثوار مدينة حمص وأهلها الصامدين, والذي يحوي أكثر من مائتي ألف مدني, إلا أنه صار هدفا يوميا لصواريخ ومدفعية النظام وميليشياته الطائفية وما تنتجه العقلية الشيطانية الايرانية من أسلحة الاسطوانات المتفجرة والتي تحصد العشرات من المدنيين جلهم من النساء والأطفال"..
منددين بالصمت الدولي والعربي ومؤكدين أن أهالي الحي و ثواره لم يتوانوا يوما في تقديم الحلول السلمية والتهدئة والتي تقي الحي وساكنيه الحرب والدمار, وأشاروا إلى أن قوات النظام ومؤيديه ومسؤوليه الأمنيين يعتمدون على مبدأ المحرقة لكل من ينادي بالحرية والعيش الكريم وإسقاط النظام الارهابي في كل أرجاء سورية الحبيبة.
وقالوا: "هذا الحي يرفع الصوت عاليا صارخا "#وعرنا_تحترق" ليسمع كل الأطراف أنه على أعتاب محرقة كبيرة تنذر بكارثة اجتماعية وإنسانية خطيرة, قد يدفع ثمنها الأول المدنيون من أهالي الحي, ولكن عاقلا يدرك أن تبعات هذا الحريق لن تسلم منه المناطق المؤيدة للنظام ولا أحياؤه وساكنوها, والذين يعتبروا من أهم دعاة إبادة وتهجير أهالي الحي وما تبقى من أحياء حمص القابعة تحت قبضة النظام الأمنية, كما فعلوا سابقا بأحياء حمص المحاصرة عندما دمروا البيوت و الأحياء على رؤوس ساكنيها تحت نظر العالم اجمع دون أن يتحركوا لذلك".
وطالب نشطاء الحي المنظمات الدولية والأطراف الفاعلة وذات الصلة أن تتحلى بالمسؤولية تجاه هذا الحي وتجد آلية فاعلة لحماية المدنيين فيه من الإبادة الجماعية التي تنتهجها السياسة الأمنية للنظام وميليشياته ومواليه في المدينة قبل فوات الأوان.