أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (مجلة دابق – ترجمة عمر شابي)
بعد غزو منطقة سنجار في ولاية نينوى، واجهت الدولة الإسلامية شعب اليزيديين، قلة مشركة موجودة منذ عصور في مناطق من العراق و الشام.
وجودهم المستمر حتى اليوم الحاضر مسألة ينبغي على المسلمين طرح السؤال بشأنها، بما أنهم سيسألون عنها يوم القيامة. بالنظر لكون الله أنزل آية السيف قبل 1400 سنة. يقول تعالى “فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ” سورة التوبة آية 05.
عقيدة اليزيديين اليوم كما انها تغيرت على مر العصور تتضمن عبادة إبليس الذي يعتقدون أنه ساقط لكنه معفو عنه، ملك من الملائكة الذين أمروا بالسجود لآدم، و كان الوحيد الذي لم يسجد لآدم، و يعتقدون أن سلوكه المغرور بعصيان الله كان أحد أنبل أفعاله، و يعتقدون أن بني الإنسان لم يفهموه، يرونه خيرا و متبصرا، و يعتقدون أن الله سيغفر له علانية يوم القيامة، بعدما غفر له بين يديه لأنه بكى و أسقط دموع التقوى على مدى فترة آلاف السنين. لذلك جعلوا إبليس –الذي هو الطاغوت الأكبر- رمزا رئيسيا للاستنارة و التقوى، فأي كفر صريح يكون أكبر من هذا.
عقيدتهم هذه أكثر إنحرافا عن الحقيقة، حتى أن عبدة الصليب من المسيحيين على مر العصور يرونهم عبدة الشيطان و شيطانيين، كما جاء في روايات غربيين و مستشرقين التقوا بهم و درسوهم.
أنها لمفارقة أن يسوق أوباما عبدة الشيطان هؤلاء كسبب رئيسي لتدخله في العراق و الشام، لما وقف في صف البشمرقه- عصابات المرتزقة على علاقة بالماركسي حزب الاتحاد الوطني الكردستاني و حليف الماركسي بي.كا.كا (حزب العمال الكردستاني)- المنظمة الإرهابية حسب قوانين الطاغوت الغربية التي يؤمن بها الغرب.
قبل الإستيلاء على سنجار، قام طلاب الشريعة في الدولة الإسلامية بدراسة و بحث اليزيديين لتحديد ما إذا يجب معاملتهم كمشركين أصلا، أو كونهم أصلا مسلمين إرتدوا فيما بعد، و بالنظر للعديد من الفتاوي الإسلامية التي ستطبق على المجموعة، أفرادها و عائلاتهم. بسبب التعريفات المصطلح عليها في العربية من طرف هذه المجموعة لوصف نفسها و للتعريف بمعتقداتها، بعض الفقهاء المسلمين المعاصرين صنفوهم على أنهم قد يكونون فئة مرتدة، و ليست ديانة مشركة بالأساس، لكن على ضوء أبحاث معمقة، تم التأكد أن هذه المجموعة هي التي كانت موجودة منذ عصر جاهلية ما قبل الإسلام، و تمت أسلمتهم من طرف المسلمين المحيطين بهم، لغة و ثقافة، رغم أنهم لم يقبلوا الإسلام، و لم يعلنوا أنهم قبلوه دينا.
الأصل الظاهر لهذا الدين عثر عليه في المجوسية دين فارس القديمة، لكن تم إعادة تحويره بإدخال عناصر و معتقدات من الصابئة، اليهودية و المسيحية، و في النهاية التعبير عنه بكلام هرطقات من الصوفية المتطرفة.
وفقا لذلك، تعاملت الدولة الإسلامية مع هذه المجموعة كما أمر أغلبية الفقهاء بالتعامل مع المشركين، على عكس التعامل مع اليهود و النصارى لا مكان لدفع الجزية فيما يخص اليزيديين. و أيضا يمكن استعباد نسائهم على عكس نساء المرتدين اللواتي قال معظم الفقهاء أنه لا يمكن استعبادهن، و يمكن فقط إعطاؤهن مهلة للتوبة أو مواجهة السيف.
ملاحظة: إستعباد النساء المرتدات المنتميات لجماعات مرتدة مثل الرافضة و النصيرية و الدروز و الإسماعيلية أمر إختلف حوله الفقهاء. أغلبية الفقهاء تقول أن نساءهم لا يمكن استعبادهن، و يتم فقط امرهن بالتوبة بسبب الحديث ” إقتلوا كل من بدل دينه” (صحيح البخاري). لكن بعض الفقهاء و منهم شيخ الإسلام إبن تيمية و الأحناف (الحنيفيين) قالوا يجب إستعبادهم قياسا إلى أفعال الصحابة في حروب الردة حيث قاموا بإستعباد النساء المرتدات. هذا الرأي هو أيضا تدعمه الدلائل الظاهرة و الله أعلم.
بعد القبض عليهم تم تقسيم نساء اليزيديين و أطفالهم وفقا للشريعة بين المقاتلين من الدولة الإسلامية الذين شاركوا في في عمليات سنجار، بعدما تم إرسال خمس المستعبدين إلى سلطات الدولة الإسلامية لتقسيمهم كخمس.
هذا الاستعباد الواسع لعائلات المشركين، ربما يكون الأول منذ التخلي عن تطبيق أحكام الشريعة. و الحالة الوحيدة الأخرى المعلومة رغم أنها أقل بكثير هي إستعباد نساء النصارى و أطفالهم في الفلبين و نيجيريا من طرف المجاهدين هناك.
المستعبدين من عائلات اليزيديين تم الآن بيعهم من طرف جنود الدولة الإسلامية كما تم في السابق بيع المشركين من طرف الصحابة (رضي الله عنهم) قبلهم. الكثير من الفتاوي المشهورة تم التقيد بها من ضمنها منع فصل الأم عن طفلها الصغير. الكثير من المشركات و أطفالهن قبلن الإسلام طواعية و هن الآن يسارعن للقيام بما يتطلبه بإخلاص ظاهر بعدما خرجن من ظلمات الشرك.
رسول الله (صلى الله عليه و سلم) قال ” يستغرب الله من الذين يدخلون الجنة بالسلاسل” رواه البخاري عن أبي هريرة، و فسر فقهاء الحديث ذلك بأنه يشير إلى الذين دخلوا الإسلام كأسرى مستعبدين و بعده يدخلون الجنة.
قال أبوهريرة (رضي الله عنه) مفسرا كلمات الله “كنتم خير أمة أخرجت للناس” آل عمران الآية 110 “أنتم خير الناس للناس تقودونهم بالسلاسل حول رقابهم حتى يدخلوا الإسلام” (صحيح البخاري).
بعد هذه القصة و نحن نقترب من الملحمة الكبرى ( المعركة الأكبر قبل الساعة) -الآتية بأمر الله متى شاء- من المهم الإشارة أن الإستعباد تم ذكره كأحد علامات الساعة، كما أنه أحد الأسباب وراء الملحمة الكبرى.
رسول الله (صلى الله عليه و سلم) ذكر أن أحد علامات الساعة “أن تلد الأمة سيدها” مثلما أورد البخاري و مسلم عن أبي هريرة و مسلم عن عمر.
و ذكر الفقهاء عددا من التفاسير لهذا بعضهم ذهب بعيدا عن الإسترقاق الحالي لأنه كان موجودا و معروفا لديهم في عصرهم. و المقاطع التالية من تفاسير تشير إلى أن الإستعباد الحالي هو تفسير مقبول. و يصير الأمر أكثر قبولا لأن المسألة بعد التخلي عن الإستعباد منذ أن علت قوانين الطاغوت و هجر الجهاد.
يقول إبن رجب الحنبلي عندما شرح هذا الحديث “إختلف الفقهاء حول ما يعنيه بهذا. قيل أن غزوات بلاد الكفر تتضاعف و معها الإستعباد، و بذلك يتزايد عدد المحظيات، حتى تلد النساء المستعبدات من أسيادهن، و ذلك لأن إبن السيد له مكانة السيد (بمعنى أنه حر كأبيه)، و بالتالي فقد ولدت سيدها من هذه الزاوية.
[…] كما أنه جرى القول “ان تلد الأمة سيدها” يعني تزايد غزوات بلاد الكفر و أخذ السبايا، حتى يتم أخذ فتاة من بلاد الكفر و هي صغيرة، ثم يتم تحريرها في بلاد الإسلام، ثم يِؤتى بأمها مستعبدة بعدها، ثم تشترى هذه الفتاة أمها و تستعملها في خدمتها، و هي تجهل أن المستعبدة أمها. حدث هذا في العصر الإسلامي، و هذا التفسير مشابه للتفسير الذي قبله، يشير إلى أن احد علامات الساعة تكاثر الغزوات و جلب السبايا من بلاد الكفر.[…] كما انه تم القول أن معنى الفتاة المستعبدة تلد ربها هو أن الناس تدير ظهرها للزواج و يكتفون فقط بالخليلات. و الله أحسن علما” [فتح الباري].
قال ابن رجب أيضا، “هذا يعني أن غزو الأرض و التسابق الشديد لأخذ السبايا حتى يتكاثر عدد الخليلات و اطفالهن. و تصير الفتاة الأسيرة أمة لسيدها بينما أطفاله لهم صفة سيدها على نفسها. هذا لأن أبن السيد له مكانة السيد، و بالتالي إبن الفتاة المستعبدة له مكانة مالكها و سيدها” [جامع العلوم و الحكم].
شرح النووي هذا الحديث بقوله، “أغلب الفقهاء قالوا أن هذا يخبر عن زيادة عدد المحظيات و أطفالهن عددا، لأن إبن الخليلة له صفة سيدها” [شرح صحيح مسلم].
و علق ابن حجر على هذا التفسير بقوله “لكن هذا التفسير المقترح محل استفهام لأن وضع الفتاة المسترقة كان أمرا شائع الحدوث في وقت صدور هذا القول. كذلك كانت أغلب الغزوات لبلاد المشركين، و استعباد عائلاتهم و أخذ نسائهم خليلات، حدث في بداية عهد الإسلام” [فتح الباري].
مرة أخرة يتبين أن الذين شطوا بعيدا عن التفسير الحرفي للإستعباد فعلوا ذلك لأنه كان متواترا و شائعا في عهدهم، بطريقة كان معها صعبا عليهم فهم إن كان يشير إلى الإستعباد الحالي، لكن بعد التخلي عن الإسترقاق من طرف المسلمين و ما تلاه من إعادة إحياء، صار هذا التفسير الحرفي أكثر قبولا.
زيادة على ذلك هناك حديث يجب على المرء التفكير فيه هو الحديث الطويل عن دابق، الذي رواه مسلم عن أبي هريرة. في الحديث أن الروم يقولون للمسلمين بعد أن يكون الروم قد وقفوا صفا قرب دابق “خلوا بيننا و بين الذين استعبدوا من بيننا لنقاتلهم” ليرد المسلمون حينئذ “لا والله لن نترك إخواننا لكم”. و تبدأ المعركة الدامية الأخيرة بعد هذا الحوار القصير.
قال النووي في شرحه لهذا الحديث ” جرت روايته على صيغتين ” الذين استعبدوا بعضا منا” و ” الذين استعبدوا من بيننا” قال القاضي في المشارق ” الذين استعبدوا من بيننا” هو قول الأغلبية و هو الصحيح.
[النووي] قال كلاهما صحيح، لأنهم صاروا عبيدا من قبل [ككفار] ثم بعده استعبدوا الكفار من بعدهم. و هذا الحدوث واقع في وقتنا هذا.
بخلاف أن أغلبية الجيوش الإسلامية في الشام و مصر كانت في الأصل مستعبدة [ككفار] و هي الآن تستعبد الكفار، و الحمد لله. و قد إستعبدوهم مرات عديدة في وقتنا هذا. و قد أسروا في مرة واحدة الآلاف من الكفار، كل المنة لله الذي أعز و شرف الإسلام” [شرح صحيح مسلم].
بعد هذا يتضح من أين جاء الإلهام للشيخ أبو محمد العدناني الشامي (حفظه الله) حين قال ” و عليه فإننا نعدكم [أيها الصليبيون] بأمر من الله أن هذه الحملة ستكون آخر حملاتكم، ستكسرون و تنهزمون، كما كانت حملاتكم السابقة قد انكسرت و هزمتم، بخلاف أن هذه المرة سنغير عليكم و لن تغيرون علينا أبدا. سنغزو مدينتكم روما، و نكسر صلبانكم، و نسبي نساءكم، بأمر من الله هذا وعده لنا، سبحانه لا يخلف وعده.
إذا لم نبلغ هذه اللحظة، سيصلها أبناؤنا و أحفادنا و سيقومون ببيع أبنائكم عبيدا في سوق النخاسة” [أن ربك بكل شيء بصير].
قبل أن ينزع الشيطان شكوكه في نفوس العقول الضعيفة و الذين في قلوبهم مرض، ينبغي على الواحد أن يتذكر أن استعباد عائلات الكفار و أخذ نسائهم سبايا هو جزء أصيل من الشريعة كل من أنكره أو سخر منه أنكر آيات من القرآن و أحاديث النبي (صلى الله عليه و سلم) و بذلك يرتد عن الإسلام.
قال الله تعالى، قدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3) وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (7). [المؤمنون:1-7].
أخيرا عدد من الفقهاء المعاصرين ذكروا أن هجان الاستعباد أدى إلى زيادة الفاحشة (الخيانة الزوجية، الزنا إلخ.) لأن بديل الشريعة عن الزواج ليس متاحا، إذن فالرجل الذي لا يستطيع الزواج من امرأة حرة، يجد نفسه محاطا بالغوايات نحو الخطيئة، زيادة على ذلك عدد من الأسر المسلمة التي جلبت خدما لبيوتها تواجه فتنة الخلوة المحرمة و ما يتبعها من زنا يحدث بين الرجل و الخادمة، بينما لو كانت خليلته لكانت تلك العلاقة شرعية، هذا يبين مرة أخرى آثار ترك الجهاد و اللهث وراء الدنيا و الله المستعان.