بعد اعتراف تنظيم داعش الصريح باستعباد النساء والاطفال اليزيديين من خلال مجلته المصورة دابق، ما من شك ان هناك اسئلة كثيرة تجول بخاطر العرب المسلمين والأجانب من ديانات أخرى حول المفهوم الحقيقي للدين الاسلامي وممارسات المسلمين تجاه النساء خاصة، فالراي العام العالمي بمقال داعش عن سبي النساء واستشهاده ببعض الايات القرأنية والاحاديث قد يجعل البعض يعتقد ان الاسلام يسمح بانتهاك النساء والاطفال والكبار في السن، ويشرّع لمثل هذه الممارسات البدائية… كيف يمكن لفقهاء الدين الاسلامي الحنيف ورجال الدين ان يعلقوا على هذه الانتهاكات التي يقوم بها تنظيم داعش ضد اليزيديين وخاصة النساء منهم والاطفال ؟
يريد العالم أن يعرف ويتأكد هل يمكن أن يسمح ديننا الاسلامي الحنيف بهذه الممارسات ؟ هل يمكن فعلا ان تكون هذه الممارسات طبقا للشريعة ؟ هل يمكن فعلا ان نطلق على هذه الممارسات التي تقام باسم مفهوم مغلوط عن الشريعة بأنها ممارسات سليمة ؟
فضيلة الشيخ الدكتور أحمد عبد العزيز الحداد ، كبير المفتين ومدير إدارة الإفتاء بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي جرّد تنظيم داعش المتشدد من صفة الاسلام، ونفى ان يكون المقاتلون التابعون لهذا التنظيم ينتمون للاسلام..واعتبرهم مفسدين في الارض. باعتبار أن ممارساتهم داعش من انتهاكات للنساء بالسبي دليل أن داعش من الجهلة بالاسلام. فهم لا يمثلون الاسلام وهم عار على الاسلام.
وفي تفسيره لظاهرة الاسترقاق، ذكر فضيلة الشيخ الحداد أن الاسلام الذي جاء بمسألة الاسترقاق ، جاء وكان الاسترقاق موجودا لدى العرب كما هو موجود فيالديانات كلها، وكان موجود من اوسع ابوابه ومن ابواب متفرقة ومنعه الاسلام الا في حالة واحدة في حالة الجهاد لاعلاء كلمة الله تحت راية المسلمين الين يمثلهم خليفة المسلمين المتفق عليه والمجمع عليه من المسلمين قاطبة.
وذكر فضيلة الشيخ الحداد انه حينما يدافع المسلمون على انفسهم فيكون هناك نوع من الاسترقاق ومع ذلك فقد فتح الاسلام 11 بابا لتحرير الناس من الاسترقاق في مقابل باب واحد للاسترقاق.
اما وقد جاء بعد ذلك الاتفاق العالمي على منع الاسترقاق فكذلك ما يتشوّف اليه الاسلام ويتشوف لتسوية البشر بينهم بين بعض. مؤكدا ان الاسلام يرفض "الرق" مستشهدا بسيدنا عمر ابن الخطاب رضي الله عنه الذي انكر على من يسترق من هو حرّ في نفسه..حيث قال" متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرار"
كما استشهد بقول الحديث: " لعن الله من باع حرا فأكل ثمنه" فهؤلاء استوجبوا لعنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ببيعهم النساء الحرائر وهذا نص الجهاد لا ينطبق عليهم بحال، بل هذا فساد في الارض وهذا امعان في القتل في الارض وهو ما ينكره الاسلام أشد الانكار
وأضاف الشيخ الحداد ان تنظيم داعش بهذه الممارسات يعلن أنه ليس من الاسلام في شيء. لان الاسلام الذي جاء بالجهاد يشترط ان يكون المسلمون مجمعون عليه، ويشترط ان يكون هناك اعتداء على المسلمين حتى يدافعوا عن انفسهم.
وتساءل فضيلة الشيخ الدكتور أحمد عبد العزيز الحداد أين الاعتداء. فهؤلاء آمنون في اوطانهم وديارهم مواطنون كسائر المواطنين يعتدون عليهم فاين ذمة الله واين ذمة رسول الله صلى الله عليه وسلم. واين ذمة المسلمين؟
وأكد فضيلة الشيخ الدكتور أحمد عبد العزيز الحداد أن ما يقوم به تنظيم داعش لا يمت الى الجهاد بأي صلة، وإنما هو جهل بالدين وبغي وعدوان ويستوجب العقوبة العاجلة والآجلة.
وكانت جنان موسى هي من بين الإعلاميات الأوائل التي سلطت الضوء على هذه المجلة من خلال تغريداتها وهي تنضم إلينا الآن