فجرت مجلة فرنسية شهيرة فضيحة مدوية تتعلق بمساعي مولاي هشام لنصب فخ قضائي في فرنسا للسكرتير الخاص للعاهل المغربي الملك محمد السادس منير الماجدي.
وروت مجلة "لو نوفال اوبسرفاتور" تفاصيل سيناريو المؤامرة التي اعدها مولاي هشام للإيقاع بالماجدي والتي قامت على تقديم شكوى سرية ضده بتهم تتعلق بتهديد ملاكم مغربي سابق بالقتل، تكفل الملاكم نفسه برفعها أمام القضاء الفرنسي.
وقالت المجلة الفرنسية إن مخطط مولاي هشام سقط في الماء بحكم الأمر الواقع وانفضح لأنه كان مبنيا على مزاعم كاذبة لا تتماشى مع الواقع لأنه لا توجد اسانيد منطقية لها.
ويصب محتوى التقرير الفرنسي مع ما ظلت تقوله دوائر رسمية مغربية من أن تحركات الملاكم السابق زكرياء المومني وشكايته التي تقدم بها أمام القضاء الفرنسي ونوعية المحامين الذين تنصبوا للدفاع عنه أظهرت منذ البداية على أن جهة ما تتحكم فيه وترتب له أمر الادعاءات الكاذبة.
وقال تقرير نشرته المجلة تحت عنوان "مولاي هشام يبحث عن نصب فخ لمنير الماجدي" إن مولاي هشام حرض مواطنه المغربي زكرياء المومني على رفع دعوى قضائية في فرنسا زاعما فيها أن الماجدي هدده بالقتل، وحثه على تركها سرية وعدم كشف الامر لوسائل الإعلام على امل نصب فخ للسكرتير الخاص للعاهل المغربي الملك محمد السادس.
وذكرت المجلة أن مخطط الدس على الماجدي بدا الإعداد له الخميس 26 يونيو/حزيران 2014، في مطعم مارتا لو بار المتاخم لبهو نزل فوكتس باريار بضاحية باريس الثامنة حيث التقى مولاي هشام سرا بزكرياء المومني، وهو بطل عالمي سابق في الملاكمة التايلاندية، ليقدم له تفاصيل التحرك ضد الماجدي الذي يبدأ بالشكوى للقضاء الفرنسي مع توفير الشهود انتظارا إلى أن يحين الموعد المفاجئ لاستدعاء السكرتير الخاص للملك محمد السادس دون ان يكون على علم بالقضية.
ومولاي هشام متهم على نطاق واسع في المغرب بأنه لم يدخر منذ سنوات جهدا للإساءة للمغرب ولمؤسساته، ومن ذلك التشكيك في نزاهة المؤسسة العسكرية وتشويه صورة الأجهزة الأمنية المغربية.
وتقول مصادر مغربية مطلعة إنه بالموازاة مع حرصه على البروز كضحية للمسؤولين على المؤسسات الأمنية بالبلاد، يعمد مولاي هشام الى تبخيس الجهود التي تقوم بها هذه المصالح في سبيل الحفاظ على أمن واستقرار المملكة خاصة في شقها المتعلق بمحاربة التطرف والإرهاب.
وأشارت المجلة إلى أن مولاي هشام امر المومني بالعمل في سرية مطلقة وذلك لتكرار الإجراءات التي وضعتها ما تسمى منظمة "عمل المسيحيين من اجل الغاء التعذيب" التي سعت خلال 20 فبراير/شباط للاستفادة من وصول عبداللطيف حموشي رئيس الاستخبارات المغربية من اجل اخطاره من قبل القضاء الفرنسي بالقضيتين المرفوعتين ضده في باريس.
وكان المومني قد تقدم أمام القضاء الفرنسي بشكاية ضد المدير العام للمخابرات المدنية المغربية مدعيا أنه تم اختطافه وتعذيبه في المغرب وأن ملفه مفبرك علما أن قضايا الاحتيال ليست من اختصاص المخابرات المغربية.
وكانت العلاقات المغربية الفرنسية شهدت تدهورا حادا على خلفية الطريقة الرعناء وقليلة الاحترافية التي تصرفت بها السلطات الفرنسية في هذا الموضوع.
وأكدت المجلة الفرنسية على أن مولاي هشام دعا المومني الى مواصلة الترويج في كل مكان يوجد فيه، لمزاعم أن السكرتير الخاص للملك محمد السادس قد هدده بالقتل في فرنسا.
وسبق للعدالة المغربية أن أدانت المومني بتهمة النصب في مجال الهجرة غير الشرعية بعدما تقدمت مجموعة من الشباب بشكاية ضده أمام النيابة العامة بالرباط بعد أن أخلف وعده بتهجيرهم إلى اوروبا.
كما حث مولاي هشام المومني على رفع شكوى ضد الماجدي، وبين له الطرق التي يجب عليه ان يتبعها والاشخاص الذين يجب عليه ان يتصل بهم لبدء حملته التشهيرية. كما طلب مولاي هشام من محدثه ان يبقي الشكوى سرية.
وكان مولاي هشام يمني النفس بمفاجأة السكرتير الخاص للملك. وكان ينتظر أن يقوم الإعلام بالترويج لاستدعائه امام انظار العدالة الفرنسية.
وقالت المجلة الفرنسية إن سلوك مولاي هشام يمكن تفسيره بجحوده لفضل الماجدي عليه وهو الذي وقف إلى جانبه وقفة حازمة وساعده في وقت سابق على التخلص من اعباء القروض الضخمة المتعددة التي كان قد حصل عليها من العديد من المؤسسات المالية المغربية.
وبعد سقوط توقعاته بحدوث انتفاضة دامية في المغرب كما صرح بذلك في يناير/كانون الثاني 2011، لم يتردد مولاي هشام في التكهن بحدوث "ثورة الكمون" في المغرب مع حلول سنة 2018، مراهنا على دفع مكونات اليسار المتطرف بالمغرب وجماعة العدل والإحسان المحظورة إلى إرساء تقارب بينها من أجل هذا الهدف الانتحاري، كما يصفه بعض المراقبين في المغرب.
وذكرت المجلة الفرنسية أن المومني أقدم بالفعل بعد هذا الاجتماع، على تقديم شكواه ضد منير الماجدي، وبقي منذ ذلك الحين يفرك يديه في انتظار أول زيارة له (الماجدي) الى فرنسا.
وكان مولاي هشام -وفقا للتقرير الصحفي- ينتظر أن تلعب الضوضاء الإعلامية الناتجة عن مخططه ضد منير الماجدي، أيضا لفائدة أحد أتباعه الذي يدعى احمد رضا بنشامسي الذي اتهمه احد القضاة بمحكمة باريس في 8 يوليو/تموز 2013 بالتشهير بمنير الماجدي.
لكن المجلة الفرنسية أكدت انه "بينما بدا الملاكم السابق سعيدا جدا بالحجر الذي يعتقد انه القاه في المياه الراكدة، فإن تصريحاته الغريبة حول موضوع التهديدات بالقتل كلفته شكوى مضادة في التشهير قدمها الماجدي".
وقالت "لو نوفال اوبسرفاتور" إن مولاي هشام قدم للمومني خلال لقائهما في "مارتا لو بار" أيضا، معلومة جديدة خاطئة تماما. حيث طمأنه حول إقدام المغرب على سحب شكواه ضده (الملاكم السابق) بسبب اتهاماته الباطلة لعبداللطيف حموشي. واضافت أن ذلك كان أمرا غير صحيح بالمرة.
ونقلت عن مصدر مطلع في وزارة العدل والحريات المغربية قوله إن "الدولة المغربية لم تسحب شكواها ضد زكرياء المومني وعاديل لمطلسي ونعمة اسفاري والمنظمة الفرنسية غير الحكومية ‘عمل للمسيحيين من اجل الغاء التعذيب’".
وتشير الصحيفة إلى أن مولاي هشام استدعى في اليوم السابق للقائه مع زكرياء المومني، للعشاء في المطعم اللبناني العجمي الصحفي حسين مجدوبي، مؤسس موقع "اليف بوست". وحضرت هذا العشاء زوجة مولاي هشام.
ويبدي مولاي هشام حرصا خاصا على نسج علاقات وطيدة مع مجموعة من الصحفيين المغاربة المعارضين والأقلام الأجنبية المعروفة بمناوأتها للمملكة وذلك من أجل استغلالهم، مقابل دعم مالي سخي، في حملات ممنهجة تهدف إلى التشويش على الاختيارات والتوجهات السياسية الداخلية والخارجية للمملكة، خاصة ما يتعلق منها بتدبير قضية الوحدة الترابية، والتبخيس من قيمة المكتسبات التي حققها المغرب في مجالات حقوق الإنسان والديمقراطية وورشات التنمية المستدامة التي أطلقها العاهل المغربي.
وقالت "لو نوفال اوبسرفاتوار" إن حسين مجدوبي قدم لمولاي هشام جزءا من ترجمة الكتاب المعنون "يوميات أمير منبوذ" الى اللغة العربية.
وقالت إن مجدوبي عبر لمولاي هشام عن احباطه من مواصلة الاهتمام بموقعه الالكتروني، ووضع تحت انظاره مشروعه لإنجاز قناة تلفزيونية للأخبار المتواصلة.
وانتهى تقرير المجلة الفرنسية إلى التأكيد على أن مخطط التجييش الذي وضعه مولاي هشام ضد الماجدي قد "سقط في الماء بحكم الأمر الواقع لسببين اثنين: أولا لأن الافتراءات غريبة الاطوار حول التهديدات بالقتل التي وجهها السكريتير الخاص للعاهل المغربي لزكرياء المومني تتحدى أي معنى صحيح ويمكن اعتبارها أنها تنتمي لسجل الخيال العلمي. وثانيا فإن مخطط ملاحقة منير الماجدي أمام القضاء الفرنسي كان يفترض به أن يبقى سريا، واليوم ها هو معلن على الملأ".