قتل 553 شخصا في سوريا غالبيتهم الساحقة من تنظيم داعش في ضربات ِالتحالف على مدينةِ عين العرب كوباني بحسبِ المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي أشار َإلى أن من بين القتلى 57 فردا من جبهة النصرة و 32 مدنيا. وأضاف َالمرصد أن الغالبية الساحقة من هؤلاءِ المسلحين الذين قتلوا في الغارات ليسوا سوريين .
كما ذكر المرصد ان القتلى المدنيين وبينهم ستة اطفال وخمس نساء قتلوا في ضربات استهدفت خصوصا مناطق نفطية يسيطر عليها تنظيم داعش .
وشنت الولايات المتحدة وحلفاؤها في 23 ايلول/سبتمبر الماضي اولى غاراتها على مواقع المسلحين المتطرفين في سوريا، بعد نحو شهر ونصف على بدء ضربات التحالف الذي يضم دولا عربية ضد اهداف في العراق المجاور.
وهذه الغارات تستهدف بشكل خاص تنظيم داعش الذي يسيطر على مساحات واسعة من سوريا والعراق المجاور.
وساعدت الغارات على اعاقة تقدم تنظيم داعش في مدينة عين العرب كوباني في محافظة حلب منذ ان بدات تستهدف في نهاية ايلول/سبتمبر مواقع التنظيم في المدينة التي يحاول السيطرة عليها منذ اكثر من شهر وسط مقاومة شرسة من قبل المقاتلين الاكراد.
واليوم احرز تنظيم داعش بعد اشتباكات طويلة بدات امس الاربعاء واستمرت حتى صباح اليوم تقدما في شمال المدينة وفي وسطها، بحسب المرصد، وذلك للمرة الاولى منذ ايام.
كما تمكن التنظيم من السيطرة على قرى في ريف المدينة الغربي كان فقد السيطرة عليها قبل ايام لصالح المقاتلين الاكراد، وفقا للمرصد ايضا.
ويخوض عناصر التنظيم في موازاة ذلك ومنذ الصباح اشتباكات مع مقاتلي "وحدات حماية الشعب" الذين يدافعون عن المدينة التي تبلغ مساحتها بين خمسة وستة كلم مربع من اجل التقدم من جهة الجنوب فيها.
وبحسب المرصد، فقد قتل في معارك امس في كوباني سبعة من عناصر تنظيم داعش وثلاثة مقاتلين اكراد.
وبدأ مقاتلو تنظيم داعش هجوما في اتجاه مدينة عين العرب كوباني في 16 ايلول/سبتمبر، وتمكنوا في السادس من تشرين الاول/اكتوبر من دخولها، وهم يسيطرون حاليا على اكثر من خمسين في المئة منها، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.
ويواجه عناصر التنظيم المتطرف مقاومة شرسة من قبل المقاتلين الاكراد الذين تلقوا في بداية الاسبوع مساعدات عسكرية القتها طائرات التحالف، وينتظرون وصول مقاتلين اكراد من قوات البشمركة بعدما وافق برلمان اقليم كردستان العراقي على ارسال مقاتلين.
وقال يوسف محمد صادق رئيس البرلمان في الاقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي اثر اجتماع في اربيل ان البرلمان "قرر ارسال قوات الى كوباني للدفاع عنها".
وتأتي هذه الموافقة اثر قرار تركيا بقبول انتقال قوات البشمركة من الاكراد العراقيين عبر اراضيها الى مدينة كوباني، رغم رفضها انتقال اكراد اتراك من مقاتلي حزب العمال الكردستاني الانفصالي الى مدينة عين العرب للقتال فيها.
وقال المسؤول الكردي السوري انور مسلم من كوباني "لا نعرف ما اذا كان مقاتلو البشمركة سيصلون ومتى، ولكن لا بد من ان ينسقوا معنا لكي يتكلل قتالنا بالنجاح".
لكن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان اعلن اليوم في ريغا في لاتفيا ان سلطات اقليم كردستان العراق حددت بمئتين عدد المقاتلين الذين سيتوجهون لمساعدة القوات الكردية السورية.
وتشارك قوات البشمركة بشكل فعال حاليا في المعارك ضد تنظيم داعش في العراق حيث اعاد التنظيم فرص حصاره على جبل سنجار في شمال غرب البلاد الذي لجأ الآلاف من ابناء الاقلية الايزيدية اليه قبل اكثر من شهرين، بحسب ما افاد مقاتلون يدافعون عن الجبل.
وقال داود جندي، وهو قيادي في "قوات حماية سنجار" المؤلفة من متطوعين ايزيديين يتولون حماية الجبل، في اتصال هاتفي مع فرانس برس الاربعاء "حاليا الجبل محاصر. كان ثمة طريق في غرب الجبل يؤدي الى المناطق الكردية في شمال شرق سوريا، لكن مسلحي داعش التفوا حول الجبل وسيطروا عليه .